فروق الطبقات المعيشية بين سكان عدن هي السبب الأول في وجود حلول بديلة لحياة مستورة ، لجأ البعض لتشريع عمليات الزواج من مجهول مقابل دفع قيمة مرضية للأهل ، أستغلت الخاطبات وجود الظاهرة فكان العمل بها أمر جيد وأصبحت بنات عدن سلعة مربحة.
هناك أيضا ظاهرة المسايسة السياسية ، اليوم مع هذا وغدا مع ذاك طالما وأن الجموع الموجودة في الإجتماعات والمؤتمرات واللقاءات المصورة تثبت نجاح الفصيل السياسي ، الحضور والدعم اللحظي يوفر حياة كريمة لبعض الأيام.
مضاعفة أسعار المواد الغذائية في ظل عدم الرقابة جعل من جشع التجار مخاطرة مرغوبة طالما وأن نتائجها سريعة وفيها من الثراء ما ينهي إحساس الخوف من المخاطرة.
فساد الإدارة تشجيع فعلي لمن لديه قدر جيد من الفهلوة وكله بثمنه طالما وأن حاميها حراميها فمن الطبيعي تكون هناك حاضنة توفر المناخ المناسب لتكاثر هؤلاء.
سجون الترانزيت الجاهزة لإستقبال من يعترض على حال عدن أو يحدد نقاط الخلل ، تفتح أبوابها في أي وقت فلا تحتاج لقرار ولا لتهمة ، ملفك جاهز في لحظة حتى وإن حاول البعض محايلة وشكر الجهة المسؤولة نظير رحمة ممنوحة للمعتقل ، التعظيم المبالغ في وصفه يمنحه قوة أكبر وهو لا يستحق ، لكنها للأسف ظاهرة موجودة تمنح تأشيرة مرور لمن يمتلك الدعم من القيادة تعطيه الحق في إقتحام أي بيت من بيوت عدن أو أي مؤسسة أو مدرسة أو صحيفة أو مستشفى ... الخ.
كل النقاط السابقة توفر بيئة ضحلة بمقدورها مضاعفة السوء الواقع في عدن تحت رعاية الجهات المختصة والإدارة العقيمة التي تبذل جهدا كبيرا لإستمرار الضياع الإجتماعي والسياسي ، خارطة فشل ممنهج أبعادها المستقبلية في غاية الأسى.