مِنْ أَنْتَ 
أَيَّتُهَا اَلْمَجْهُولَةِ 
مِنْ جَئْتِي هَكَذَا 
لِتُغْرَقِي كُلُّ أَحْرُفِي 
لِتُذِيبِي 
كُلَّ اَلْجَلِيدِ بَيْنَنَا 
لَتْهَدْدِينِي 
بِالِانْتِحَارِ 
مِنْ أَنْتَ أَيَّتُهَا اَلْمَجْهُولَةِ 
يَا مِنْ غِرِسْتِي 
سِهَامُكَ فِي جَوْفٍ صَدْرِيٍّ 
وَتَرَكَتْنِي اِحْتَرَقَ
مِنْ لَوْعَتِي وَحِيدًا 
لِتَشْتَعِلَ حَيْرَتِي 
عَنْ مَنْ تَكُونِينَ 
نَار 
نَعِمَ مِنْ أَنْتَ 
وَمِنْ أَعْطَاكَ اَلْحَقُّ 
بِأَنَّ تَنَاقُشِي أَشْعَارِي 
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ 
قَصَائِدِي رَدِيئَةً 
مَا شَأْنُكَ 
مِنْ أُذُنِ لَكَ 
أَنَّ تُعَدَّلِيهَا بِالْإِضَافَةِ 
أَوْ بِالِاخْتِصَارِ 
هَلْ كَانَ لِقَائِنَا صُدْفَةِ 
أَوْ هُوَ فَرْطٌ خَيَالِيٌّ اَلْوَاسِعِ 
وَاَلَّذِي لَا يَنْضُبُ 
أَنِّي بُرْجُ اَلْحُوتِ 
اِمْتَلَكَ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلصَّبْرِ 
وَالصَّبْرِ زَادِي 
أَمَامَ تَقَلُّبِ 
اَلْأَقْدَارِ 
مِنْ أَنْتَ أَيَّتُهَا اَلْمَجْهُولَةِ 
مِنْ جَئْتِي هَكَذَا 
لِتُغْرَقِي كُلُّ أَحْرُفِي 
لِتُذِيبِي كُلَّ اَلْجَلِيدِ بَيْنَنَا 
لَتْهَدْدِينِي 
بِالِانْتِحَارِ