قلنا وسنظل نكرر أن الحديث عن تمكين المرأة في الحياة السياسية والتنمية الاقتصادية لا يمكن تناولها من خلال خلق وبقاء الحواجز بين المراة والرجل، وفي الفصل بين نشاط المرأة دون مشاركة الرجل...
في واقعنا اليمني وتعقيداته المرتبطة بتراث عاداته وتقاليده  والذي يجب استيعابه أن عمل المرأة ونشاطها المنفصل لوحدها دون مشاركة الرجل في مجال تمكينها من حقوقها الإنسانية يدخل ضمن التحديات التي تشكل استفزاز للرجل ولهذا يحرص على وضع العراقيل أمام المرآة بل ويعتبره تحد له...
المشكلة في النساء اللائي ينشطن  في  مجال الحصول و تثبيت حقوقهن الإنسانية يقفزن على هذا الواقع الذي ما زال يفعل فعله في المجتمع اليمني ويضعن برامج أعمالهن وانشطتهن بمسايرة ما يعتمل في الدول الغربية والدول التي قد تجاوزت تعقيدات التقاليد المتخلفة  وأصبح فيها غالبية ثقافة الرجال انه لم  يعد يقلقهم مساهمة المرأة في الحياة السياسية والعامة بل على العكس وصل الرجل إلى تأكيد احترام حقوق المرأة ومشاركتها. مساهمتها في مختلف حلقات الحياة الإنسانية...
لهذا أرى أن على المرأة اليمنية أن لا تقفز على واقع مجتمعها دون استيعاب تراث وتقاليد مجتمعها والذي يحمل الكثير من مآسي عادات التخلف الفارضة نفسها،  وتسعى إلى تحقيق ما يتم في بلدان  قد تجاوزت هذه الأمراض..
 لهذا لابد أن تتشابك جهود نساء اليمن مع النشطاء من الرجال في مختلف مواقع تواجدهم ممن يمتلكون قناعات تتجاوز تراث هذه الأمراض المتخلفة  ويعانون أيضا من آثار التراث المتخلف في العادات والتقاليد والتي تقيد آفاق منظورهم للحياة الإنسانية المعاشة في اليمن عموما. التي تدخل ضمن تحديث الحياة المدنية الديمقراطية في اليمن...
من خلال التركيز على حقوق المراه وتعزيز دورها ومشاركتها وتمكينها السياسي والاقتصادي  والعام.
هناك فعاليات تنظمها منظمات تدار من قبل الرجال و النساء ويتم من خلالها اشراك النساء في فعالياتهم  تتجاوز في بعض الاحيان الستين والسبعين في المئه للنساء فيما منظمات تدار من قبل النساء تركز فقط في اشراك النساء دون مشاركه الرجل.. كقيادات ونشطاء منظمات المجتمع المدني ونشطاء مكونات مجتمعيه وسياسيه وثقافيه وصحافيه واعلاميه وأكاديمية..  ولو حددنا النتائج
والخلاصه لكل هذه الانشطه التي حرصت فيها المنظمات النسائيه عدم اشراك الرجال لاكثر من 25 عام ما هي تاثيرات تلك الفعاليات والانشطه التي نظمت بانفراد النساء.بها دون مشاركة الرجل..؟
ماذا تم وتحقق في مجال الحقوق الانسانية للمراه وحقها في المساواة وحقها في الحياة السياسية والعامة وحقها في المشاركه في حل مشاكل المجتمع  وفي مواجهة مختلف صور العنف الذي تواجهه داخل الأسرة ومواقع العمل والشارع . والى ماذا توصلت تلك الانشطه المنفردة للنساء في مجال حمايه حقوقها الانسانيه في الوظيفه والعمل وفي حقها في الترقيه وتبوء المناصب العليا استنادا الى مبدأ المساواة المحدد في الدستور وقانون العمل والقوانين النافذة، والذي يضمن  لها هذه الحقوق، وماذا تحقق للمراه في ضوء نتائج وقرارات وتوصيات ومخرجات تلك الانشطة التي تمت طوال هذه السنوات داخل البلاد وخارجها والتي صرفت عليها الملايين من الدولارات. اسئله كثيره تقف امامنا ونحن نقيم تجربه العمل والنشاط الذي تم خلال هذه السنوات والتي خصصت لقضايا المراه وحقوقها الانسانيه اتعرفون ان ابرز سلبياتها هو  انفراد المراة بالنشاط دون مشاركة رفيقها وزميلها واخاها الرجل لان مشاركتهما معا كان يمكن ان يعطي مردودا حقيقيا واكبر في المجتمع لان نشاطهما معا سيشكل التكامل المطلوب والمؤثر في المجتمع بكل حلقاته.
حقوق المراه ومساواتها واشراكها في قضايا المجتمع لا يجب فصلها عن مسار حقوق الانسان عموما وبالذات في ظل واقعنا ومرضى العادات والتقاليد الذين يصرون على خلق الخطوط العازله بين الرجل والمراه لان ذلك يمكنهم من الاستمرار بسيطرتهم على المجتمع و ومساراته السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه
واحده من اسباب تخلف مجتمعنا هو الاصرار على فصل شراكه المراه والرجل في مواجهه التحديات التي تواجه المجتمع ، وانفراد تنظيم وإقامة الانشطة النسائية دون مشاركة الرجل يخدم اولئك الرجال الذين يعملون بإصرار على فصل الرجل عن المرأة واستمرار حرمانها من حقوقها الإنسانية . ومن   يصرون  على استمرار هذا الفصل والعزل  هم من يريدون استمرار سيطرتهم ونفوذهم واحتكار صنع القرارات التي تتعلق بالمجتمع ومسار حياته الانسانيه وكل هؤلاء من فئه الرجال ويغلفون اصرارهم هذا تحت اغطيه دينية ليست حقيقيه بقدر قيامهم بتفسير قضايا الدين استنادا الى العادات والتقاليد الباليه المتخلفه التي عفا عليها الزمن
ومواجهه التحديات بكل صورها وحلقاتها التي يواجهها شعبنا اليمني 
هو بخلق شراكه حقيقيه بين الرجل والمراه في مختلف مواقع تواجدهم ونشاطهم ، واقصد بالرجال الشركاء هم اولئك الذين بالفعل يناصروا حقوق المراه ويؤكدون على اهميه دورها ومشاركتها ومساهمتها في تحقيق الامن والسلام والتنمية والعدل والبناء وتطوير المجتمع ولا اقصد هنا اولئك الرافعين لشعارات دعم حقوق المراه قولا بينما في حقيقه الامر هم اكثر اعداء لحقوقها ومشاركتها واسهامها وتمكينها ونحن في مجتمع نستطيع فيه ان نعرف من  يرفعون الشعارات لاغراض خدمه مصالحهم ومن يرفعون الشعارات ويمارسونها على ارض الواقع بعيدا عن جني الربح والفائده بقدر استعدادهم لتحمل نتائج ارائهم ومواقفهم الداعمه و المستمرة للحقوق الانسانيه للمراه و 
للرجل والمجتمع وتقدمه وتطوره..
 والله ولي التوفيق.