ماتت جمعة ...
ماتت جمعة .. ماتت صاحبة الصوت الجميل بعد ان خنقتها المعاناة واتعبت قلبها .
لقد ماتت بصمت وأنين، بعد معاناة من المرض تجرعتها لونين ، معاناة المرض وقهر الجحود والنكران من قبل الجهات المعنية والوسط الفني.
جمعة قدمت مشوارا فنيا حافل ككورس مع الفنانين الكبار ومع فرقة الإنشاد العريقة منذ التأسيس .
وعندما تعب قلبها، طرقت ابواب الثقافة علها تجد من يهتم لأمرها أولا كإنسانة وثانيا تقديرا لمشوارها الفني، لكن مع الأسف لم تجد احد يهتم لأمرها.
كانت تحدثني دائما عن معاناتها ورغبتها في توظيف إحدى أبناءها التي كانت تتفاخر دائما بأصواتهم الجميلة .
ماتت الفنانة جمعة لتعلن بموتها وفاة الرحمة بقلوب القائمين على وزارة الثقافة ومكتبها بعدن في ظل الملايين المبعثرة والمهدورة في مواضيع غير مهمة ودون ان يلتفت احد للفنانين والمبدعين من الذي جار عليهم الزمن والوضع المعيش المزري.
لم يسأل عن جمعة يوما أحد ولم تستجدي أحد ،ظلت حبيسة جدران منزلها والحزن يكسوها لفراق أولادها وهم في ربيع أعمارهم الله يرحمهم .
رحلت جمعة وهي من كانت تشدوا بصوت جميل حتى بعد ان تقدمت بالعمر.
الان نقول نامي قريرة العين يا جمعة ، ولا تهتمي للتعازي التي ستتهافت عليك الان من قبل القائمين على إدارات الثقافة
كان يوم الجمعة بداية الرحيل الفنانة جمعة الى ارحم الراحمين .
ماتت جمعة كما مات الفعل والحراك الثقافي في عدن