عندما فكرت القيادات الحوثية بالسيطرة على المضيق وأستطاعت الضغط على عدو العرب الأول ومساندة أهالي غزة كما فعلت من قبل جمهورية اليمن الديمقراطية في حرب ٧٣ شعرت بالإرتياح لأني مواطنة عربية قومية حلمت يوماً ما بالنصر العربي وأنغرمت بسماع خطب الزعيم عبدالناصر. 
قلت حرب اليمن وكل أمورنا الداخلية ستعالجها طاولات الساسة والإتفاقيات والمبادرات وبطبيعة الحال القيادات لن تباغث الشعب بموقفها الوطني لأنهم جميعا بلا موقف كما أثبتت لنا الأيام والشهور والسنين الماضية ، وسيتولى الإخوة ترتيب الأمور وتنتهي الحرب اليمنية طال الزمن أم قصر.
أما القضية الفلسطينية فبكل أسف لم نر فعلا حقيقيا لدعمها وإثبات أحقيتنا نحن العرب في الدفاع عنها..  تعامل الحوثي مع الأمر من موقعه الإستراتيجي وهذا حقه .. أعلن رفضه لممارسات الكيان الصهيوني وقتل أبرياء غزة بطريقة لاقت الكثير من الإستحسان على مستوى جماهير الوطن العربي حتى وإن لم تعلن الدول ذلك .. لهذا تمادى الحوثيون في طريقة تعاملهم العسكري ولم يجيدوا فهم طبيعة الضد وقدرته على الإنتقام.
لم تكن خطواتهم مدروسة في العملية الأخيرة "يافا" ، عملية للبروبجندا الإعلامية أضرتهم وأفقدتهم الكثير من الدعم الشعبي الداخلي.
نحن دولة مفككة ، مقسمة أجزاء ، كل جزء فيها تحكمه جماعة. 
لسنا ضد الوقوف مع القضية الفلسطينية ولكن قضيتنا اليمنية وحتى الجنوبية كما قال أبوبكر "قضية ما تحملها ملف" .. قضية أنهكت الشعب حرمته الرقاد.
لا معيشة آدمية ولا حقوق إنسانية ولا دولة بإستطاعتها الوقوف ضد مخططات الصهاينة ، والخوف من أن يكون في الشرق الأوسط مأساة فلسطينية ويمنية دون أن يعي الحوثي ذلك ويستمر في غوغائيته العسكرية على حساب الأرض اليمنية والشعب المغلوب على أمره وتصبح مشاهد اليمن مشابهة لغزة ، خاصة وأن العدو الغاضب لا توقفه معاهدات ولا قوانين دولية ولا حتى قلق مجلس الأمن ولا عقوباته إن وجدت.
اتقوا الله بشعبكم اليمن ليست ساحة حرب وأهلها لن يكونوا ذروعا بشرية تحمي نعراتكم الكاذبة .. لستم بحاجة لشرح الوضع العربي والدولي فأتقوا الله وكونوا على قد مستوى قدراتكم .. يكفي هذا الشعب ما أصابه منكم ومن غيركم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.