لم يشهد الجنوب انقساما مثل ماهو عليه اليوم.
لقد كان موحدا في كل تلك السنوات التي ربط فيها ابناءه على بطونهم حجر وخرجوا يطالبوا بالمواطنة المتساوية وتحقيق العدالة في الرتب والرواتب وصولا الى اليقين بحتمية النضال  السلمي لنيل الاستقلال وعودة الحدود الى ما قبل عام ٩٠.

لم يكن الأمر سهلا ولم تكن الظروف متاحة لكن ذلك لم يقف امام المليونيات التي كانت تفترش شوارع الجنوب عند كل مناسبة جنوبية.

امتلأت السجون والمعتقلات بالالاف من ابناء الجنوب 
لكن جذوة النضال لم تخمد وظلت مشتعلة 
ويؤسفني ان اعترف انني ومعي الكثير ممن يتسنمون اليوم مناصب رفيعة  في الانتقالي كنا ضد اهلنا وكثيرا ما قلننا امام الرئيس علي عبداللة صالح من أهمية هؤلاء الابطال والارادة الشعبية الغاضبة.
لا اظن بأن الرجل كان يثق بما نقول لكنه استخدمنا لمأرب تخصه.

كنت من ضمن لجنة هلال باصرة ورايت كم كانت صنعاء مرجوفة من صوت الجنوب يومها 

لن اطيل في امور كثيرة حدثت معنا وكم من الذمم اشتريناها يومها.
لكن هل انطفأت جذوة النضال وهل استسلم الشارع الجنوبي ؟
الاجابة لا واسألوا زنازين الامن القومي والسياسي عن باعوم وفؤاد راشد وناصر الفضلي وفادي باعوم والمعطري والمحامي الحضرمي بافقيه  وفيصل السعيدي وعبد الحميد شكري وقاسم عسكر وفارس الضالعي واديب العيسي وبجاش الاغبري وحسن بنان وعبدربه محرق ومدرم ابو سراج واخرين كثر 
كيف لم يهادنوا ولم يستسلموا ولم يبيعوا القضية رغم المغريات.

وجاء الاجتباح الحوثي للجنوب وخرج كل ابناءه باسلحتهم الشخصية وساعدهم التحالف وتحررنا.
يومها اديب العيسي سامحه الله ذهب للضالع وجاء بعيدروس الى عدن.
لقد استشهد الكثير وقدموا التضحبات وكان لابد من تتويج تلك التضحيات باعلان قيام دولة الجنوب.

جاء عيدروس الى عدن ملتف بعلم الجنوب وحوله احراره من كل بقاع الجنوب وكان الأمل حاضر لاستعادة الدولة.
لكن بعد تسع سنوات غابت الدولة وحضر عيدروس وزبيد وحاشيته وعشيرته والاقربون 

اثراء غير مشروع اتحداه ان كان فيه ذرة رجوله ان بنكرة حتى صار المنادي ينادي في قرية القائد هل من فقير فنغنيه ، هل من عاطل فنعينه مديرا او قائدا عسكريا.
وصرنا ابناء الضالع نعاني من نعمة السمعة ونقمة ااواقع المرير.
حيث يجهل الكثير بأن الضالع القبور وزبيد القصور.
 ونسى عيدروس رفاق البنادق والخنادق والتف  حوله رفاق الفنادق 

لقد سكتنا على ذلك بعد ان فشلت كل محاولاتنا في النصح وصمو آذانهم عن اصواتنا.
لكن ان يصل الأمر حد توسع الانشقاقات في الجنوب وصولا الى ان يصل عيدروس حامل بندقية النضال الى مرحلة حامي القتلة والفاسدين فإن الامر قد زاد عن حده وصار الصمت عار.

ان كان عيدروس يجهل مغبة ما يقوده اليه المحيطين به الذين استسهلوا اعتقال المناضلين وتهميش واقصاء من لاينتمي للصفوة في المثلث وقفزوا على ذلك الى تصفية الخصوم من ابناء المحافظات الجنوبية كما حدث مع علي عشال الذي سبقة آخرون ما بين منفي ومقصي ومعتقل 

هذا الأمر زاد عن حده ويخلق انشقافات جنوبية جنوبية تعيد ١٣ يناير جديده.
وهذا ما مايجبرنا على الخروج من مخابئ الصمت التي سجنا انفسنا فيها حتى لانكون عناصر تعطل عمل القائد في وعده للرجال بقوله وعد الرجال للرجال.

امام عيدروس اليوم مخرج واحد يتمثل في تدخله الشخصي المباشر في تسليم المتورطين بقضية علي عشال وان كان بينهم اصهاره والمقربين والا فإن عليه ان يستعد لنقمة وغضبة شعبية تعيدة الى شعاب زبيد.
وعليه ان يختار
اما نحن ابناء الضالع فإننا نبرى مما تقوم به زبيد والحاشية والمقربون من عيدروس.
وما زالت الضالع ترفع شعار دم الجنوبي على الجنوبي حرام