معاناة بلا حدود
لم اجد في حياتي شعب متشبت في الحياة يمتلك كل هذه العزيمه والتي تجعله متل الجمال يتحمل بسعاده كل هذه المشقه مثل هذا الشعب ، فهو الشعب الوحيد في هذه المعموره و الذي يجسد فعلا المعنى الحقيقي لمقولة "معاناة بلا حدود" تيمنا بتسمية بعض المنظمات ، فهذا الشعب على خلاف الكثير من الشعوب قد أصبح استاذا لامعا في علوم الصبر ، فقد خاض هذا الشعب غمار الكثير من المحن على مختلف اشكالها والوانها والتي رغم اهوالها و فضاعتها قد مرت عليه مرور الكرام .
لقد مرغ هذا الشعب وقضى على احلام وفعالية الكثير من المختبرات السريه الغربيه والتي تنتج الكثير من الفيروسات وتقوم بإجراء تجاربها عليه من خلال نشر هذه الفيروسات والتي تظهر فجاءه وتختفي فجاءة كما ظهرت ابتداء من فيروس كورونا وبكل تفريعاته والمكرفس و اخيرا الرمد من غير أن يرف لهذا الشعب جفن ولن ينتهي "منيو" الفيروسات ابدا طالما أن أقدام هذا الشعب لازالت تدوس على هذه الأرض وبثبات.
الغريب أن كل هذه الأحداث لم تفتك من عزيمة هذا الشعب فقد ذاق مكرها كل ما يمكن ان تتخيله من ازمات مثل غياب المياه و غياب الكهرباء وانخفاظ قيمة الرواتب والارتفاع الجنوني في الأسعار وغياب الأمن واختفاء غاز الطبخ كل ذلك وضعه هذا الشعب تحت نعاله غير مكثرت مطلقا بوجود هكذا ازمات.
العالم بكل الدول الموجوده فيه والمنظمات التي تعمل في فضائه لاتبصر وجود هذا الشعب الا في العالم الافتراضي الرقمي فقط ، سواء كان هذا الوجود على شكل ارقام هائله من الجوعى تدون في سجلات المنظمات التابعه للامم المتحده أو ارقام مهوله من المرضى تدون في سجلات منظمة الصحه العالميه أو ارقام من المساعدات تقدمها بعض الدول تدون زورا باسم هذا الشعب ، فوجودنا في المسرح الدولي هزيل عباره عن اسم كبير وفارغ من المضمون ، فالعالم لازال يتدكرنا كموقع جغرافي مرموق في الخارطة الدوليه يشير إلى مكان وجود هذا الشعب ولكن هذا العالم لايكثرت لوجود هذا الشعب على هذه الخارطة فجل اهتمامه و تركيزه ينحصر فقط على وجود ثروات هذا الشعب على خارطته الجيولوجيه.
قد يكون البعض من دول العالم لازالت تعتقد بأننا ننتمي إلى زمرة البشر ولكن رغم ذلك فهناك الكثير من الدول تعتقد بأن هذه الصفه قد نزعت منا ، لأن العالم لم يعد يقبل بنا كبشر فلا فائده تدكر منا فليس لدينا شيئا نقدمه فقد اصبحنا مجرد أفواه تائهه تبحث عن الطعام و عقول فارغه لاتمتلك القدره على الابتكار .
اصبحنا عباره عن رقم تافه مدون في سجلاتهم وقصص تروى في قنواتهم الفضائيه عن عوزنا ، يقوم اتنائها المذيعون على اختلاف جنسيات قنواتهم الفضائيه و بقالب تراجيدي مضحك ببهدلتنا و كشف ماخفي من عوراتنا وإثارة الشفقه علينا ، فنحن اليوم نكاد أن نقترب من الحضيض أن لم نكن قد وصلنا إلى الحضيض فعلا ،
لن يفيدنا ارسال طلبات النجده في اتجاه الشرق أو في اتجاه الغرب فلن يسمعنا أحد فالكل مشغول في تقاسم ثرواتنا ، ولن يفيدنا الصراخ والقاء اللوم على بعضنا البعض فلن يبرئ الصراخ احد منا ، ولن تفيدنا إجراء مختلف الدراسات النظريه والتطبيقه حتى و لو تعمقت في تفسير السبب الذي جعلنا نغرق في هذا المستنقع ، فكل من ينتمي إلى هذا الشعب قد أصبح مذنبا بشكل أو بآخر فالحال الذي وصلنا إليه كان نتيجة تفشي الفساد بيننا .فلا أحد يستطيع انتشال هذا الشعب سوى العوده الى ابنائه العلماء من المعلمين و المهندسين و الأطباء وأساتذة الجامعات ورجال الاقتصاد ورجال القانون والذين هم فقط من يستطيع أن ياخد بيد هذا الشعب ليكتب له بدايه جديده.