صباح منصر .. الصوت (العدني) المخملي (الساكن) في ذاكرة ووجدان الوطن ..
الفنانة العدنية الكبيرة صباح منصر الصوت المخملي الندي الرقيق العذب الأسر الساحر الذي عطر صباحاتنا وأسعد
أمسياتنا بشدوه الراقي الدافى والحنون وملاء حياتنا بالبهجة والفرح والأمل والغبطة والسعادة وبروائح الفل والكاذي والياسمين ..
فنانتنا المبدعة والمتألقة الرائعة وصاحبة الغناء النوعي الثري الباذخ والمؤثر في النفوس والأرواح والتي تعشق القلوب حنجرتها الماسية رقيقة المشاعر والأحاسيس الإنسانية المتدفقة كشلالات المياه الصافية العذبة ..
إتسمت تجربتها الفنية العامرة بفيض من العطاء الغنائي المشع بالنور والفرح والأمل والضياء الذي تخلل مشوارها ومسار تاريخها الفني الإبداعي المتوهج بتلاوين المحبة والتسامح والتفاؤل والزاخر بالفرادة والعطاء الغنائي النوعي عالي المقام ..
الفنانة القديرة صباح منصر (أسماً ومعنى وتاريخ) بل نموذج لسمو ورفعة وشموخ مكونات الفنانة الملتزمة التي تعلو وتزهو بعطائها وإبداعها وأخلاقها المشهودة التي عرفت بها على إمتداد تاريخها الغنائي الذي وشمت به على جدار الزمان والمكان ولم تتخلى عن مبادئها الفنية والإنسانية ولم تبرح من (التشبث) بهذا السلوك الإخلاقي والجمالي في أرفع وانصع تجلياته فهل تعلمون أيها السادة ماهو عنوان هذه السيدة المبدعة الفاضلة ( أنه الصمت والثبات والعزة (عندما تكون لغة الصمت أبلغ من الكلام) ..؟!
أنها الصوت الذي يخاطب الأفئدة والأرواح كوشم على صفحات تاريخنا الغنائي الحديث والمعاصر ..
الواقع أن تجربة الفنانة الكبيرة والمبدعة صباح منصر إتسمت بالوهج والإشعاع الذي شهدته (مدينة عدن) في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الفارط ،
ويمكنني القول أن (تجربتها الفنية الإستثنائية) واكبت النهضة الإبداعية في مدينة عدن إذ إنهما من وجهة نظري (وجهان لعمله واحدة لاينفصلان) فهي من صناع زمن الغناء الذهبي وأساطينه فمن منا لايتذكر أغانيها الخالدة :
ياحبيبي يسعد صباحك / ضحكتك حلوة / قولي أحبك/ ألأ ياحلال الشجر الشجر جنب المحلة / أحبك .. أحبك / زعلان مني / قال إبن الأشراف/ دويتو (الراعي والراعية) مع الفنان الكبير محمد صالح عزاني ..
إضافة لذلك مشاركتها ضمن (كوكبة الثلاثي اللطيف) مع رجاء باسودان وأم الخير عجمي بجانب مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة التي شكلت من خلالها باقة غنائية وردية باهية زاهية من روائع الغناء العدني الحديث ..
ولاننسى الأثر الفني الكبير الذي تركه في مشوارها الفني خالها (الموسيقار العظيم أحمد قاسم) وماقدمه اليها من الحان في منتهى السحر والجمال والرشاقة ، أضف لذلك كونها شقيقة الفنان والإعلامي المخضرم الذي رحل عن دنيانا مؤخراً الفقيد محمد سعيد منصر رحمه الله وأعني بذلك أن الفن يجري في خلاياها الدموية ..
فمطربتنا ( صبوحة عدن) من أسرة فنية عريقة راسخة البنيان رصينة ومتجذرة المداميك والهوية والمزاج الإبداعي ..
مشوارها الفني حافل بالإنجازات الإبداعية والمشاركات الفنية في داخل الوطن وخارجه ساهمت في بلورة وتطوير وريادة الغناء اليمني والعدني في كل أرجاء الوطن وفي الجزيرة العربية والخليج من أدناه الى أقصاه ..
كل التحايا القلبية وفيض التقدير والعرفان أهديها للفنانة الشامخة الباسقة (الرمز والرقم الإبداعي الصعب) الفنانة الكبيرة صباح منصر التي تعد من أهم تجليلات وإشراقات الزمن الذهبي الجميل والبديع ..
نعم أنها من وجهة نظري الطود الشاهق الأشم الذي خدم الوطن ردحاً طويلاً من زمن العطاء والإنتاج الإبداعي المتميز الفنانة الكبيرة والقديرة الزاهدة صباح منصر (أيقونة) عصرها وزمانها الحالمة والراسخة بغنائها السرمدي الساري في الأذهان والأرواح والعقول بأروع أغنيات الجمال والتألق والسبق والريادة ..
مبدعتنا المتألقة صباح منصر تعد من أبرز صناع نهضة أمجاد الوطن الإبداعية ورموزه الأفذاذ الشامخين المتعففين الراهبين في محراب الفن والجمال والخلود ..
لقد (كرمت بصوتها وعطائها ومشوارها الفني الإستثنائي) المشرف والمشرق كل الجماهير في الداخل والخارج نعم (كرمت الوطن اليمني) بفيض ماقدمته في مسيرتها الإبداعية وفي سياق سفر مساراتها الفنية العميقة في رحلة البذل والعطاء حقاً كرمتنا جميعاً بتاريخها الفني الناصع الموشى والمتجلي بالفرح والسعادة (أعظم تكريم لايصنعه إلأ العظماء أمثالها) ..؟!
أطال الله في عمر الفنانة القديرة صباح منصر (أخر عناقيد الإبداع) ومتعها بوافر الصحة والسعادة وتاج العافية وراحة البال وديمومة وإستمرارية التألق والإبداع ..