مُغَامِر
قَالَتْ إِنِّي رَاحِلَةٌ
وَهَمَسَتْ
فِي أُذُنِي كَالطِّفْلَةِ اَلْحَالِمَةِ
تُغَازِلُنِي بِعَيْنَيْهَا
وَتَمْتَنِعَ
تَتْرُكَنِي أَتَخَبَّطُ
لِأَنَّنِي اِبْتَلَعَتْ طَعْمَ حُسْنِهَا
وَأُحَاوِلُ أَنْ أُفَسِّرَ اَلْأَحْلَامُ
وَكَأَنَّ اَلرُّؤْيَةَ فَرَاشَةَ تَنَامٍ عَلَى غُصْنِهَا يَالْهَا مِنْ مُتْعَبَةٍ أَحْلَامِي
أُعِيدَ تَرْتِيبٌ خَيَالِيُّ
وَأَصِيغْ مَابْجُوفِي مِنْ كَلَامٍ
أَنَّ مَشَاعِرِي مُرْهِقَةٌ
لَايسْكَنَهَا وِفَاقُ وَانْسِجَامُ
تِلْكَ اَلْجَرَّاحِ اَلْقَدِيمَةِ تَطْفُو لِلسَّطْحِ تَلْهُوَا
فِي اَلظِّلَالِ
وَهِيَ بِعَفْوِيَّةِ
تَمَسُّكِ ظَفَائِرْهَا عَابِثَةً
تَنْتَظِرُ مِنِّي إِجَابَةَ
لَاكِنْ فَجْأَةَ تَخْتَفِي
وَتَتْرُكُنِي أُضَيِّع فِي اَلزِّحَامِ
أَغْرَقَ فِي بَحْرِ اَلْأَوْهَامِ
وَحِيدًا
لِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَلَا أُجِيبُ
لَا أَسْتَطِيعُ اَلتَّبْرِيرُ
هَذِهِ اَلْعُيُونِ اَلسَّوْدَاءِ
يَصْعُبُ لَهَا اَلتَّفْسِيرُ
لِأَنَّهَا كَثِيرَةٌ اَلْأَسْئِلَةِ
فَتِلْكَ اَلْبُقْعَةُ اَلْخَافِتَةُ مِنْ اَلضَّوْءِ
هِيَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَسْتَغِلُّهَا جَيِّدًا
أَنَّهَا وَرْدَةٌ تُرْكُوَازِيَّةٌ
أَنَّهَا زُمُرُدَةٌ
مُتَفَرِّدَةٌ
وَمُتَمَرِّدَةٌ
عَلَى وَاقِعٍ كَسِيرٍ
وَكَذَلِكَ أَنَا
بِرَغْمِ ثُمَّاَلَّتِي
وَاَلَّذِي يَزِيدُ فِي حَمَاقَتِي
بِرَغْمِ ذَلِكَ يَاسِيدْتِي
لَاكَنِي لَا أَتَلَقَّى اَلْأَوَامِرُ
وَلَا أُحِبُّ كَسْرُ اَلْخَوَاطِرِ
لِأَنِّي أَعْرِفُ جَيِّدًا ذَلِكَ
فَقَدْ مَرَّتْ كَثِيرًا عَلَى تِلْكَ اَلظَّوَاهِرِ
إِنَّ جَرَّاحًا مِنْ اَلْمَاضِي
تَعْصِرنِي
تُطَارِدُنِي
وَأَنْتَ لَنْ تَتَفَهَّمِينَ إِحْسَاسِي
بِتِلْكَ اَلْمَشَاعِرِ
لَنْ تَتَفَهَّمِيَ كَيْفَ يَكُونُ اَلرَّجُلُ خَائِرٌ كَيْفَ يَمُوتُ اَلْقَلْبُ
حِينَ كَانَ يَنْبِضُ وَفَجْأَةِ
يَسْرِقُ مِنْهُ اَلْإِحْسَاسُ وَهُوَ يُكَابِرُ
إِنَّ وَجَعَكَ لَيْسَ كَوَجَعِي
لَيْتَهُ كَانَ
إِنَّ حُزْنَكَ لَيْسَ كَحُزْنِي
لَيْتَهُ كَانَ
لَيْسَا مُتَطَابِقِينَ
لَيْسَا مُتَشَابِهَيْنِ
إِنَّ لَمْ تُصَدِّقِينِي
أَرْجُوكُ أَنْ تَسْأَلِيَ تِلْكَ اَلظَّفَائِرْ
عَلَّهَا تُنْصِفُنِي
أَنَّهَا أَمَلِي اَلْوَحِيدُ
وَبِهَا سَأُقَامِرُ
لَاشِيىْءْ أَخْسَرُهُ يَاسِيدْتِي
أَنَّهَا فُرْصَتِي اَلْوَحِيدَةُ
وَأَنَا قَرَّرَتْ أَنْ أُغَامِرَ