اين هي ضمائرنا
هل لدينا قنوات اتصال مع اصدقائنا سيجيب الجميع وبنبرة صوت واحده و عاليه بنعم تم اعيد نفس السوال تقريبا ولكن بأسلوب لطيف هل لدينا قنوات اتصال باقاربنا؟ ستخف عندها الاصوات بل إن بعضها سيضطرب وستأتي ردود الافعال الخجوله تعقبها موشحات من الاعذار و المبررات لكن هذا قطعا لا يهمني ولكني ساعيد هذا السوال ولكن بلهجه أشد غلظه هل لدينا قنوات اتصال مع ضمائرنا؟ اظن أن الجميع سيصمت ليس من وقع السوال ولكن من ثقل الاجابه فلا تستطيع الألسن أن تحمل ثقل كلمات هذا الجواب .
فتساءلت هل يحمل الناس في أيامنا هذه ضمائر حيه؟ لأن الواقع يتحدث بالعكس وان هذه الضمائر التي نتباهي بها على مختلف أشكالها قد تم إيداعها في بنك الغافلين إلى قيام الساعه لتعود علينا بنار لانقوى على تحملها ، فتساءلت هل من المفترض أن نقوم بانشاء هيئه لايقاض الضمائر ؟ تجعل من هذا الضمير مثل اي كاميرا نراقب فيها أنفسنا ويكون مرتبط بشبكة خاصه توصلنا الى القلب مباشره توقضنا كلما اشتهت انفسنا اكل الحرام .
البعض منا يغلق بحرفيه كل الدفاتر والسجلات في الدنيا أمام كل الاجهزه الرقابيه من غير أن تكتشف هذه الاجهزه مخالفاته الماليه فيمضي هذا البعض منتشيا مسرورا بهذه العبقريه الفده غير مدرك بأن هناك سجلات أخرى تدون فيها كل شي سيقف يوما أمامها صارخا (مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة..... الى اخر الايه) الايه 49. سورة الكهف.
اني أتوجه بنداء عاجل الى انفسنا لتفعيل خاصية الضمائر في انفسنا وايقاضها من خاصية الطيران فليس حصيفا أن نعيش على احلام و نعيم لا يدوم وان نتلدذ باكل لقمه قد نستصيغ طعمها في الدنيا ولكن ثق بانك لن تستصيغ طعمها في الاخره فلا تجعل حياتك ثمنا للباس انيق أو وجبه طعام في مطعم او مسكن فاخر أو حساب بنكي فإن كل ذلك عباره عن زينه ..
اليوم لازال الأمر بايدينا ولازلنا قادرين على إصلاح انفسنا فإن اعظم الفساد هو فساد النفس وان اصلاح النفس يتطلب تضحيات لأن كل شي جميل يجب أن نضحي بالغالي والنفيس لكي نحصل عليه فما بالك لو كان هذا الشي هو انت.