قضم حضرموت و معركة الجمهورية
من الغباء ان يعتقد وفد حضرموت ان إستقلال حضرموت سيتم عبر السعودية. او ان السعودية ستعطي الحضارم الحرية و العدالة. السعودية لديها اطماع معروفة في حضرموت والمهرة وشبوة.. وهي تسعى بكل الوسائل المتاحة لقضم أجزاء كبيرة من جغرافية اليمن.
النخب السياسية اليمنية تقع في نفس الفخ و تلدغ من نفس الجحر مرارا و تكرار وكأنهم ليسوا مؤمنين، كأنهم قطيع من الدواب تتحرك وفق الغريزة فهم لا يحتكمون للمنطق والعقل.
السعودية المملكة الرجعية لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا تقيم العدل في حدودها فكيف لكم ان تجعلوا منها حكم!
غدرت بالشرعية، والإنتقالي ولم يكن في نيتها اصلا قتال الحوثي.. فهل تعتقدون انها تصدق معكم هذه المرة؟ وهي من قبل قد غدرت بالإدريسي حاكم عسير، اخذت أرضه بعد أن استجار بها! المفارقة انه كان مدعوم من بريطانيا لتفتيت الدولة العثمانية في مخلاف اليمن ابان الحرب العالمية الاولي. دولة قصيرة الأجل ولن يكون إستقلال حضرموت أطول منها زمنيا.
اقرأوا الفاتحة على الجمهورية اليمنية.. الآن يتم سلخ شرق اليمن أمام اعينا، وهذا بسبب جهل وأنانية نخبنا، تتحمل الشرعية المسؤلية الأكبر فهي من استدعت السعودية وكذلك الانفصاليين ممثلا بالإنتقالي فهم من ساعد التحالف الغادر على وأد الشرعية. وكذلك الحوثيين أصحاب المشروع السلالي الضيق ولهثهم خلف السلطة. وكذلك يتحمل عفاش إنه أعاق عملية التداول السلمي لسلطة التي كانت ستجنب اليمن الفراغ الدستوري.
افيقوا ياقوم و تداركوا الأمر قبل فوات الأوان.
الإنتقالي مغدور به ولم يبقَ له إلا الدفاع عن سيادة الجمهورية اليمنية لكي يحافظ على بقاء حضرموت في جغرافيا اليمن.. مالم فليقنع بجنوب ناقص منزوع السيادة! وهذا ما حذرنا منه منذ بداية الحرب.
على الحوثي ان يتنازل عن مبدأ الولاية، وعليه ان يوقف التصرفات الإدارية الاحادية مثل قانون البنوك التجارية، فهم ليسوا سلطة منتخبة وعليهم ان يتعاملوا مع الوضع كسلطة تصريف أعمال. وعليهم الإتفاق مع الإنتقالي وكل المكونات السياسية في اليمن على إعادة إنتاج الشرعية الدستورية، وكذلك إعادة صياغة الوحدة اليمنية بحيث تحقق توازن سياسي بين الشمال والجنوب وفق نظام فدرالي تنافسي او مركزي.
وأخيرا أوجه رسالة لوفد حضرموت، التاريخ لا يرحم، اليوم ربما تعتقدون انكم قادرين على فرض معادلة سياسية لصالح حضرموت على الأرض ولكن بالحقيقة انكم تنفذون مخطط السعودية الاستراتيجي بوضع قدمها على بحر العرب فلا تعتقدون انكم اشطر، فمن يمتلك المال و الإعلام يمتلك الإمكانيات لفرض تصوره وان يزيحكم من المشهد مثلما ازاح غيركم إذا خالفتم توجيهاته.