خبر اخر موجع .. ورحيل ابكاني
استيقظت اليوم على خبر ابكاني كثيرا.. خبر وفاة الفنان والعازف المبدع والمتمكن انيس درهم.
لقد كنت رفيقته في فترة معاناته الأخيرة، وهذا ما ضاعف وجعي لرحيله، فقد كنت التقيه في المعلا حيث نسكن في نفس المديرية، وكلما يراني يفرح كثيرا لأنه يجد من يفتح له قلبه ويسترسل في الحديث.
كان يحدثني عن مرضه ومعاناته مع الظروف الصعبة وعن احتياجاته، ثم ينتقل للحديث عن ما يجهزه من الحان جديدة وطنية وعاطفية ، الفنان انيس درهم كان معتز بنفسه وما يقدمه من الحان، وكان دائما يقول " يا امل انا عندي الحان جديدة اذا سمعوها بايجننوا من حلاوتها".
وكنت دائما أؤكد له بان الجمهور وانا نثق بإمكانياته وقدراته وموهبته والحانه الرائعة، الجميع يعرف حجم موهبته ومكانته الفنية .. فقط وزير الثقافة وفريق عمله من يجهلون من هو انيس درهم، ولذلك تركوه مهملا يواجه مرضه وحيدا بلا اهتمام او رعاية بينما ينفقون ملايين الريالات في حفلات بلا هدف ولا معنى.
يعتقد وزير الثقافة وادارته انهم سيعيدون عدن الى منزلتها الريادية في الثقافة والفن من خلال إقامة هذه الحفلات ، جاهلين او متجاهلين ان عدن او غيرها من المدن لا تنهض وتستعيد مكانتها الا بمبدعيها الحقيقيين وليس عبر حفلات بلا قيمة فنية او أدبية او فكرية.
دعونا نعود الى فقيدنا .. المحزن بالأمر كنت قبل وفاته بساعات اكتب مقال عن الشاعر عبدالله عبد الكريم، وعازمة على الكتابة عن انيس درهم وما يعانيه من اهمال جعله فريسة سهلة للظروف الصعبة، في الوقت الذي كان يمكن الاستفادة منه وتوظيف إمكاناته الكبيرة لخدمة الفن والثقافة.
لكن حتى لو كتبنا وناشدنا فلا يوجد اذن صاغية ولا عقل واعي عند من يتحكموا بمصير الثقافة والفن في اليمن.
رحل انيس درهم وهو ينتظر اعانة صندوق التراث الذي يسدد بها جزء من صرفياته من البقالة بعد شهور
رحل اليوم انيس درهم وترك لي وجع وغصة في قلبي مثلما فعل قبله فؤاد الشريف ونديم عوض وغيرهم
افرحوا بشتاء عدن غير الثقافي.
وحسبنا ونعم الوكيل بكل من يسترزق باسم الفنانين.