مناطق الثروات ممثلة بأبنائها والغياب لأم المدائن عدن.
فلنتحدث صراحة ودون زعل او تفسيرات مناطقية عنصرية بمقاصد مختلفة ، عدن تمتلك من الثروات الكثير في بحارها ، خلجانها ، سواحلها ، مينائها ، ممرها المندب ، صهاريجها وحصونها تراثها التأريخي ، مصفاتها وباطنها الذي لم يكشف عنه بعد ناهيك عن امتلاك أبنائها واهلها القدرات إلا أنهم حملوا تبعات صراع الماضي بين الإخوة الاعداء ومواقفهم تجاه الإقليم دون أن يكون لهم فيها ناقة أو جمل .
وبالنظر لمدنيتهم ورفضهم الغازي الحوفاشي بمقاومتهم له حفاة بسلاح محدود دون تشكيل عسكري منظم ، كان سعيهم جاد في تشكيل الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية النظامية بهدف بناء المؤسسات كما كان يراها ابن عدن وقائد تحريرها الشهيد جعفر محمد سعد الذي اغتيل غدراً لإسقاط المؤسسة ، ولهذا لم تحضى عدن بنصيبها من الثروة والتمثيل في مكونات الدولة وهياكلها إسوة ببقية مناطق الثروة من أخواتها مع العلم بتميّز عدن بثروات ثابتة بما حباها الله سبحانه وتعالى من موقع استراتيجي لا يتغير ولا ينضب بل اصبحت محطة لصراعات مستمرة مدمرة لكل مقدّراتها وقدراتها وينظر اليها بعين الاطماع الداخلية والخارجية دون النظر إليها بعين فاحصة انها من أهم المدن الرافدة للدولة والإقليم في مراحل مختلفة.
عدن اليوم تتعرض لتدمير ممنهج من البعض محاولين بوعي او بدونه إفقادها أهميتها الجيوسياسية والثقافية.
عدن وأبنائها يدفعون ضريبة ماض لم يكونو على علاقة بقراره السياسي كما هو الحال اليوم للقراءة الخاطئة ممن رسموا المشهد السياسي العام واحتو قرارها مع عدم تمكنهم من فهم مكون عدن الاجتماعى المدني وفسيفسائه ، و قد ساهم ذلك بما يجري اليوم بشكل واضح وممنهج في الخلط بين المجتمع المدني العدني والواقع القبلي والمناطقي المفروض عليها بشكل منفّر وغير واقعي يفتقر للشعور بالإنتماء للارض والإنسان.
سيغضب البعض من هذه الكلمات الا أننا اذا اردنا تصحيح الواقع المزري في عدن يجب مواجهة الخلل لنقضي على الداء .
ان تلك القراءة الخاطئة قد انتجت هذا الهول من الفوضى وانعدام المسؤلية وإضعاف القيّم في المجتمع وانتهاك حقوق المواطنة المتساوية وإسقاط الثقافة المدنية وسيادة القانون التي جبل عليهما المجتمع العدني .
لذلك مطلوب إعادة النظر في كل السياسات التي أدت إلى تلك الاختلالات المزعزعه لبنيان المجتمع والمؤسسة وهياكلها على طريق استعادة المؤسسة والدولة ، ولن يستقيم الحال إلا بتصحيح الأوضاع في عدن بالشروع الجدي لتحقيق استحقاقاتها السياسية وفي بناء المشاريع الحيوية الاستراتيجية وإعادة بناء الخدمات والمصالح والأجهزة وفتح المجال الجوي والبحري وبناء القدرات المحلية على كافة المستويات ومنها الأمنية ، فعدن بحاجة لتتكاتف كل القوى والمكونات المحلية والإقليمية لانتشالها مما وضعت فيه ، فهي عاصمة الدولة المنشودة .
وكل عام وشعبنا الطيب بخير وعام جديد تنعم بلادنا فيه بأمان وسلام