وفاءً لِعـَدَنٍ
أيَا عـَدَنُ وُلـِدْتُ فيكِ مـَلِكاً مَتوَّجاَ ..
وترَعْـْرَع َفي حـَوارِيـْكِ كـُلُّ كـَياني
كـَمْ قـَهـْقـَهـَتْ أَزِقـَّـتـُـكِ لِشـَقاوَتي ..
ورَدَّدَت طـُرقاتـِك الأنيقـَةَ صَدّى الـْحاني
كم في صِباي سَطـَّرتُ قـَصائدا فيكِ وزيـَّنـْتـُها بأحـْلى المَعاني
لا .. وَلا ظـُلـْماً مَسـَّنِي مِنكِ أو قهرٍ أو بـُهتانِ
كـُنتُ فيكِ مَلـِكُ ذاتِي ..
كيفَ لا .. ومـِلـْكي كانت حافـَة بـَحـْرُكِ والشـُطآنِ
أمْضَيتُ فـِيكِ سِنينَ طـُفولتي وصِباي ..
وعيناكِ لم تـَنـْفـَكْ تـَرْنـُو إليَّ .. رَنـْوَ العاشِق الوَلـْهانِ
كـَم لـَبـِثـْتـِي تـَرْقـُبي نـُمُوُّ هـَيـْئـَتي
وَمُناكِ أن أكونَ لكِ في عـُنـْفـَوانِ شبابي حارِساً مـَنـَّان
بـِثـْتُ آتِي وأغـْدُو فـِيكِ لاخـَوْف يـَملأُ جـَوفي
لا ولـَم يـَرْتـَجـِف في جَسَدي الشَغـُوف شـَرَيان
كلُّ الجِـِهاتُ فيكِ تـَعـْرِفـُني ..
كل الزوايا فيكِ تـَرْقبُ نورُ الفـَجـْرِ كـَي تـَلقاني
مامِن وَرِيـْدٍ في نسيج بـُنـْيـَتي ..
إلا ويـَحمِلُ ذَرَّة ًمن ثـَراكِ الـْحـَاني
كلُّ المَسالـِكِ فـِيكِ بـِها أثـَرٌ لِحـَوَافـِري ..
وفـَضَائـُكِ يـَحْمِلُ قـَطـَراتٍ من نـَدَى عـَرَقي الشاني
كم غـَسَّلَ "صِهْرِيْج الطـَويلةَ " بـَدَني ..
وكم لامَسَت قدَماي قـِمَم "شـَمْسانِ"
كم رقـَصَتْ امواج "ساحِلِ أبـْيـَنِ" لِمـَقـْدَمي
وكم هامَسـَتـْني "قـَلعـَةَ صِيرَه" فخرا بـِصُمودِ أبنائـِها ضِدَّ جـَحَافـِل العُدْوانِ
كم عانـَقـَتـْني أحْواضُ "مَسْبحُ حـُقـَّاتٍ"
وكم كان مـَلـْعـَبَهُ يـَهـْزِجَ حـِينَ يـَراني ..
ايا عـَدَنُ .. تـَشـْهـَدُ نـُجومُ سَماكِ كم سَامَرَتْ مُقـْلـَتايَ ليالـِيكِ ألـَمـَاً
حـِينَ ابـْتُليتي بـِحاكِم دَانِي
وتـَشاكـَت جـَوارِحي فيما بـَيـْنـَها في المَنايا
تـَرْجوا لـَكِ إنـْبـِلاجَ فـَجـْرٍ هانِي
وَتـَرَنـَّمـَتْ أوتارَ مُهْجـَتي بـِألحانِ فـَرَحٍ
حين انـْتـَصَرتي وكــَنـَسْتِ مَعاقـِل الطـُغيانِ
ياسَقى اللهُ عـَدَن كـَم سَكـَبـْتُ فيكِ من العـُمـْرِ
وكم أسْقـَيـْتِني من رُحْمِ سَمائكِ ماءً زُلالا شانِ
وعلى رِمالـكِ كـَم كـَتـَبـْتُ خـَواطرا
ومـَلأتُ من نـَسَماتـِكِ رِئـَتَـاَيَ بـِأريـْجِ الرَّيْحان
أيَا هذهِ الأرضُ وَيـْحـَكِ أوْفـِيت ِ
فما بالي أرَى بَعضُ عـَبـَراتي لاتـُوْفـِيكِ إمـْتِنان
ليسَ الذي يـَشـْكـُو الصَبَابـَة عاشِقا
وما كـُلُّ باكٍ في الغرامِ حـَيرانِ
تـَتـَسَلـْسَلُ الأعـْمارُ مـُبطـِئـَةً ومـُسْرِعَةً
فيـَفـْنـَىَ فيكِ شـَيـْخٌ .. ويـُولـَدُ من جـَديدٍ طـِفـْلٌ ثانِ
طِيـْبـِي وأهـْنـَئي أرْضِي أنا ... فـَحـَليب اثـْدائـكِ شـَدَّ في عـَضُدي
وصِرْتُ لـَك ِحارِساً وفـَيـَّا مـُتـَفانِي ..
فؤاد أبوبكر حيمد.