هل تتجاوز عدن القهر لتكن رائدة ؟!!
كان لجريمة مقتل الطبيب الاخصائي الدكتور أحمد الدويل , صداها على الشارع العدني , وهي في ايادي النيابة والبحث والتحري , وينتظر الناس انتهاء التحقيق والكشف عن أسباب ودواعي تلك الجريمة الشنعاء التي هزت كيان المجتمع العدني الفاقد للثقة بسلطة خذلته , وخذلت العدالة , وقيم واخلاقيات التحرر .
خذلان عدن فيه النقطة الأضعف , بعد ان هُمشت وتم اقصاء دورها السياسي والثقافي في ريادة البلد , وينتظر الشارع العدني ان تستعيد عدن دورها الريادي في الإدارة السياسية والثقافية والاقتصادية , و تعيد للثقافة والفكر اعتبارهما , وللسياسة مذاقها , بعد أن عفن الجهل والتخلف والعصبية كل أمور الحياة العامة والخاصة .
فهل حان لتستعيد عدن دورها الريادي , من خلال إشراك رموز تنتمي لنسيجها الثقافي والفكري , المتفوق على الانتماء الحزبي والايدلوجي , المجرد من الديماغوجية , في قيادة دفة التحول , ليستقيم عود الدولة ورح النظام والقانون .
عدن تنتظر نتائج مبهرة من ابنها البار القاضي قاهر مصطفى , ان يعيد الثقة للمجتمع العدني بسلطة تهالكت فسادا , ولم تستطيع ان تقدم مذنب في كم هائل من جرائم تسفك فيها دماء أبرياء , بعضها كان المجرم يعلن عن نفسه بكل تحدي وغطرسة , والفيديوهات انتشرت وهي تروي حكايات قتل وتعذيب وانتهاك و عنصرية و كراهية , وتحريض للقتل , دون ان تحرك ضمائر القائمين على الضبط والتحقيق والتحري , وامن وامان عدن , للحفاظ على السكينة العامة فيها , والقائمين على منظومة العدالة , من نيابة وقضاء .
نحن ايدنا وباركنا , بل هللنا , بتعيين ابن عدن , وهو مطلب لازال لليوم نقدمه في كل المحافل والحوارات مع اطراف السلطة , اتركوا شأن عدن لأبنائها من النسيج المدني والثقافي والفكري , الغير ملطخون بالعصبية والطائفية والمناطقية , في الوظائف الحيوية , و السلطة المحلية , مثلها مثل محافظات الجمهورية , لستم وصاة على عدن , ولكل محافظة خصوصية , ونسيج اجتماعي وثقافي يدرك أهمية تلك الخصوصية , ولكل مجتمع ارث وحاضنة , عدن رائدة بنسيجها الاجتماعي المتعايش بكل تنوعه من الأطياف والثقافات والأفكار, والتاريخ يحكي دور عدن الفاعل في تحرر الجنوب والشمال من براثن الجهل والتخلف والعصبية , والاقطاع و الكمبرادور والإمامة وحكم الطغاة .
إذا ما الذي يحدث اليوم لعدن ؟
هل هو انتقام من عدن , ويبدو أن تلك القوى بعثت من تحت رماد الثورة التحررية التي كان قادتها برزوا في عدن , وتشبعوا من افكارها التعددية , للانتقام من هذه المدينة وبدعم قوى الرجعية وحلفاؤها , وصبوا غضبهم على عدن التي تتعرض اليوم لتدمير ثقافي و فكري ومعنوي , يتعرض إرثها للاندثار , وثقافتها للطمس , ونسيجها للتخريب , وكوادرها وقاماتها للإقصاء والتهميش , وأبنائها للإذلال والمهانة .
كل باحث محايد يدرك المؤامرة على الثورة التحررية من الاستعمار والإمامة , وتسليمها لأعوان من القوى الرثة , الأكثر تعصبا وغلو والإثنية والجهوية والايدلوجيا الشمولية , والبداية من 67م والحرب الاهلية , واقصاء كوادر عدن وتسريحهم , أبقت على الشي اليسير , ممن اضطرته الحياة والمعيشة للبقاء في عدن , و وجد نفسه في مسار ثورة اكلت ثورها , واستمرت تتغذى على أجساد المناضلين والشرفاء , والعقول النيرة الأكثر تفتحا وعقلانية في التعامل مع الآخر , وكل من تشبع بإرث عدن المدني والثقافي والفكري والتعددي , حتى وان لم ينتمي إليها , و استكملوا التصفية , والنتيجة اليوم من يحكم عدن ؟! وذهبت كل شعارات التحرر والاستقلال في مهب ريح العصبية والتعصب الاعمى والغلو والإرهاب الفكري والثقافي , والجهل والتخلف .
فلا حل غير إعادة مسار التحول لأيادي قوى متحررة من الماضي العفن , والعودة لتكن عدن رائدة , لتسود ثقافتها المدنية وفكرها المتحرر المنفتح على الجميع , لترسيخ روح التعايش والعيش الكريم , الرافض للوصاية والارتهان والتبعية لغير الوطن والقيم والأخلاقيات التي تحترم حق الآخر , في الشراكة في وطن يستوعب كل أبنائه , وسلطة تحتكم للعقل والمنطق , المؤهل والكفاءة , دون فرض أمر واقع بالعنف والبندقية , ولله في خلقه شئون