ما اشبه الليلة بالبارحة !
"ما أشبه الليلة بالبارحة" هي مقولة شهيرة يرددها الكثير منا على لسانه لاسيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الأراء والمبادئ .. اما السبب الذي استدعى استحضارنا لهذه المقولة فهي رغبتنا اليوم في الحديث حول شخصية وهامة وطنية بارزة كانت لصاحبها ادوراً مفصلية بارزة.
انه االدكتور عبدالسلام صالح حُميد (ابو محمد) الانسان والمسئول ، والوزير الذي عرفناه وعاصرناه عن قرب على مدى اكثر من عشرين عاماً بل وعرفه معنا الكثيرين من خلال مواقفه الانسانية والمسئولة المُشرفة على مدى السنوات الماضية.
ان ماسنكتبه اليوم حول هذا الانسان الرائع من واقع مواقف عشناها مع هذه الهامة الوطنية بحكم قربنا منه لاسيما من خلال عملنا السابق معه كمستشار صحفي واعلامي عندما كان يتسنم قيادة شركة النفط - عدن ومازلت احضى بهذا الشرف من خلال عملي معه مستشاراً صحفياً واعلامياً وهو اليوم وزيراً لوزارة النقل.
وللامانه فقد عرفت الدكتور عبدالسلام عن قرب وخصوصاً حينما تعرض لعدة حملات اعلامية شرسة كانت تشنها عليه مواقع تابعة لمراكز قوى نافذة تستهدف ازاحته من موقعه في ادارة شركة النفط نتيجة لقيادته الواعية والمسئولة للشركة وبسبب تمسكه بالنظام والقانون في كافة المعاملات والاجراءات فضلاً عن تمسكه بالدفاع والحفاظ على شركة النفط وكافة اصولها وممتلكاتها بل وحقها الحصري وفق القانون في التسويق المحلي للمشتقات النفطية في نطاق التموين الجغرافي المحدد للشركة بكل من محافظة (عدن ولحج وابين والضالع) وهو الامر الذي لم يروق لبعض القوى النافذة ودفعها لتجنيد (بعض) الاعلاميين والمواقع الصفراء لاستهداف الرجل بحملات صحفية مُغرضة حاولت النيل من سمعته .. وكادت ان تفعل لولا حنكة الرجل وتمتعه بقوة شخصية وقدرات ادارية عالية وثقة بالنفس جعلته لايأبه لصراخ تلك الاقلام الرخيصة والمأجورة والتي حاولت النيل منه وكان قد اتخذها الرجل حافزاً او دافعاً له للاستمرار في قيادة الشركة بكل ثقة نحو بر الامان.
وحينما نشبت الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الانقلابية في عام 2015م استطاع الرجل الحفاظ على الشركة وتأمين كافة مستحقات الموظفين بل وتأمين الوقود لكافة القطاعات بمافيها الجبهات والمجهود الحربي للقوات المسلحة والامن وحتى المرافق الخدمية مثل محطات الكهرباء والمستشفيات والسلطة المحلية.
وخلال فترة الحرب وعلى الرغم من انه كان بمقدور الرجل ان يهرب لخارج البلاد كما فعلت معظم القيادات والمسؤولين في الدولة وبالرغم من تلقيه عروضاً وتسهيلات في سبيل ذلك - الا ان الرجل ابى وصمد وآثر الاستمرار في عمله وفي الحفاظ على الشركة واصولها وتقديم الدعم اللوجستي للقوات المسلحة والمقاومة في ذات الوقت وهو مايعتبر عمل وطني مُشرف كان جزءاً هاماً لايتجزأ من مرحلة تحقيق النصر وتحرير العاصمة الحبيبة والغالية على قلب الرجل وقلوبنا جميعاً (عدن) في يوليو من عام 2015م الى جانب تضحيات الشهداء الابطال
ومواقف القادة البطولية ومسؤولي السلطة المحلية الذين اثروا البقاء في عدن عن الفرار هرباً من الحرب للخارج .. وهذه للامانه حقائق وشهادة للتاريخ نقولها بكل فخر واعتزاز في حق هذا الرجل الصادق والنزيه.
اما اليوم وعقب اختيار الرجل وزيراً لوزارة النقل في حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب ممثلاً عن المجلس الانتقالي الجنوبي فان الرجل وبالرغم من موقعه الكبير والحساس الا انه ظل كما كان ولم يتغير او يغيره المنصب كما فعل ببعضهم واستمر الرجل كما عهدناه دائماً قائداً محنكاً يقود دفة ثورة تغييرات واسعة في اطار وزارة استراتيجية وحيوية هامه وهي وزارة النقل التي تساهم اليوم ومن خلال موقعها في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنميته وذلك سواء من خلال استكمال الرجل ومن موقع مسئوليته للبُنى المؤسسية او الادارية والتنظيمية في ديوان عام الوزارة او في الهيئات والمؤسسات التابعة لها او حتى من خلال ما اتخذها ومايزال يتخذها من قرارات شجاعة وخطوات تصحيحية بهدف النهوض بالوزارة وتعزيز دورها في خدمة الاقتصاد الوطني وخدمة المجتمع .. غير مكترث في ذات الوقت لصراخ بعض الاقلام المأجورة والمريضة التي تشن اليوم عليه وللاسف حملات ممنهجة بعضها وللاسف مكرس لأغراض سياسية والبعض الآخر منها للدفاع عن اشخاص مستهم حركة التغيير التي قام بها الرجل وافقدتهم بالطبع توازنهم ومصالحهم الشخصية الضيقة وتناسوا بان المسئولية تكليف وليست تشريف.
لذلك نقول لكل من حاول ومايزال تعبئة الرأي العام ضد الدكتور عبدالسلام وباختصار .. لاتتعبوا انفسكم ياهولاء بممارسة اساليب عفى عليها الزمن تحت غطاء مناطقي نتن فالرجل يعي تماماً لما يقوم بها من خطوات ومايتخذها من قرارات ويدرك جيداً بأن كل مايقوم بها من خطوات تصحيحية انما تصب في مصلحة الوطن والمصلحة العامة وتسهم في إعادة البناء المؤسسي لمؤسسات الدولة.
وفي الاخير لايسعنا الا ان نوجه تحية احترام وتقدير لهذا الرجل المخلص والوفي والهامة الوطنية ممثلة بالدكتور عبدالسلام حُميد مطالبين اياه بالاستمرار في اداء واجبه وعمله وبنفس الخطى الوثابة والوثيرة العالية فالوطن بحاجة إلى امثاله من الشرفاء والمخلصين الذين يغلبون المصلحة العامة على المصالح الانية الضيقة ".