في معترك المكايدات السياسية ..؟! (اعلان مدينة عدن المنكوبة)
كل الكيانات العربية اليوم تعيش حالة تخبط وفراغ أخلاقي .. معرفي .. إنساني.. نحن في زمن أشباه الرجال ..
أمة لاتعترف إلا بظواهر الامور السطحية ولاتفتش عن القيم والمبادئ والسلوك والأخلاقيات ..
أمة تلهث وراء الشهرة والمال والسلطة والجاه ..
تبوأ اللصوص والنصابون والدجالون والفاسدون والناهبون والمرتزقة أعلى المناصب والرتب ومقاليد الحكم والسلطة وتاهت الشعوب في (ماراتون) توفير لقمة العيش والحياة بعزة وكرامة ضاع العلماء والمثقفين والنخب وصفوة القوم في زحمة ثقافة النهب والقتل والإغتصاب وتجارة الحروب ..
أمة عربية للأسف ضاعت هويتها ونهبت حضارتها وأستبيحت مقدراتها ونخوتها وأصالتها ..
نحن نمر في مدينتنا الفاضلة عدن الثقافة والعلم والمعرفة والتعايش السلمي بأسوأ مراحل الإنحذار والإنحطاط على كل الصعد التي تشهدها المجتمعات العربية فارغة المحتوى والمضمون عديمة الجدوى والقيمة ..
و لسنا في حقيقة الأمر في وقتنا الراهن سوى ( ظاهرة صوتية) ..؟!
أنظروا الى واقع الحال في( مدينة عدن) العاصمة المؤقتة والمحررة المنكوبة بعد مايقارب أكثر من ( 7 سنوات عجاف) من إنتهاء الحرب الضروس التي شهدتها وقوافل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم قرباناً لمستقبل أرغد مشرق وتضرجت دمائهم الزكية في كل شبر من ميادين القتال للذود عن الشرف والدفاع عن الوطن والأرض والعرض والكرامة والحرية ..
عدن الباسلة الآبية تنزف وتعلن للعالم بأسره تردي أوضاعها وقسوة معاناتها على مختلف الأصعدة الحياتية والآدمية والإنسانية وتشهد حتى كتابة هذه السطور حروب فتاكة قاتلة أشد وطأة وأعنف من سابقاتها في سبيل مقارعة ديمومة وإستمرارية الحياة ..
نعم عدن وأهاليها وساكنيها يواجهون المجاعة والموت في كل لحظة وأستوطن الخوف والرعب قلوب كل من سكن مدينة المحبة والسلام عدن الآسرة الساحرة والمشهودة لها بدورها الريادي والتنويري في إتساع الكون على مرأى الأسماع والأبصار وعرفت منذ الأزل والخليقة بطيبة ودماثة أخلاق أهلها وثقافتها وفنونها وحضنها الدافئ ..
عدن تعيش حالة إقتصادية سيئة للغاية متدهورة وأزمات خانقة بسبب حرب العملات رغم إنخفاض الريال السعودي والدولار الأمريكي أمام الريال اليمني إلا أن المعاناة حتى هذه اللحظة جاثمة على صدورنا ولازالت كل أسعار السلع الغذائية ملتهبة ومرتفعة الى عنان السماء ولم نشهد أي تحسن على صعيد الواقع الملموس أو رقابة وتعديل فيما يتعلق بإنخفاض حروب أسعار الغذاء والدواء ولقمة عيش المواطن الغلبان ..
أصبح الأمر كابوس مخيف( مع سبق الإصرار والترصد ) يضاف الى ذلك حروب الخدمات والكهرباء والنفط والغاز وغلاء أسعار المواد الغذائية التي سنظل نتحدث عنها ذلك لإرتباطها بإستمرارية الحياة والإغتيالات وإنعدام صرف المرتبات والإغتصابات والنهب والسرقة والبلطجة وضياع حقوق الشعب الذي تسلب مقدراته وخيراته وثرواته وتهدر أبسط متطلباته وإستحقاقاته الآدمية ..
عدن تصطلي بنار إرتفاع درجة حرارة صيفها القائض الحار في كل عام منذ بداياته ومعاناة إنقطاعات مسلسل التيار الكهربائي القاتل وحمى الضنك والعديد من الأمراض المنتشرة وطفح الأمراض الجلدية المتزامنة مع طفح المجاري ووووو والعديد من الكوارث..؟!
ذلك فيض من غيض عذابات مدينة عدن المميتة ..
عدن وأهاليها وسكانها تستغيث وتنادي وتصرخ عن بكرة أبيها وبمختلف شرائحها الإجتماعية وأطيافها المتعددة ..
كفى عبث وبلطجة وفوضى ونهب وسرقة وإستهتار وعبودية بحياة الناس المستضعفين وإضطهاد وإهدار وإباحة وإنكار حقوق المواطنين الصابرين المنهكين يكفينا خنوع وظلم وقهر وتركيع ..
رسالة إستغاثة نوجهها لكل الأطراف السياسية والفرقاء ومن بيدهم مقاليد سدة الحكم وسلطة القرار (نناشد) المجلس الرئاسي الذي يتصدر المشهد السياسي ويعول عليه إنتشال العاصمة المؤقتة عدن من جحيمها وعقوباتها الجماعية على كل المستويات وكذلك يتحملون المسؤولية الشركاء في هذا العبث والإجرام السياسي الإنتقالي والتحالف والسعودية والإمارات والدول العظمى التي تدفع وتدير مخططاتها في البلد بما يخدم أجندتها ومصالحها وأعني بذلك أمريكا وبريطانيا وإسرائيل جميعهم يتحملون جسامة وبشاعة جرائم حروب الإبادة الجماعية ..!
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد ..