مع استمرار الحرب والصراعات الدائرة في اليمن.. منظمات المجتمع المدني الأقرب إلى الناس في تقديم العون ومواجهة التحديات..
برزت أهمية تزايد دور منظمات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والمدنية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدها العالم منذ بداية القرن الحالي، وتتنوع دور هذه المنظمات استنادا إلى اهتماماتها الرئيسية في المجالات السياسية والحقوقية والاجتماعية والثقافية.
كما تتحدد أدوار و اسهامات هذه المنظمات استنادا إلى ما تمتلكه كل منظمة من الخبرات و الكفاءات المتراكمة في مجالات عملها..
وهنا يمكننا الإشارة إلى أهمية خلق آلية تبادل الخبرات بين المنظمات من خلال برامج تنظم لهذا الغرض وبالذات للمنظمات حديثة التكوين والخبرات وهذا ما يمكن عمله تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، استنادا إلى مسؤوليتها في دعم واسناد تمكين قدرات المنظمات نحو تعزيز دورها في المجتمع، وفي الاسهام في مواجهة مختلف المشكلات والتحديات التي تواجه المواطنين و المجتمعات المحلية..
ومع ذلك أيضا لا يمكننا تقسيم وتوزيع مجالات عمل المنظمات وبالذات في اليمن استنادا للتخصصات والقطاعات المشار إليها نتيجة لغياب الخبرات و الكفاءات والقدرات اللازمة لدى الكثير من المنظمات، لأسباب كثيرة أبرزها ان بعض المنظمات المانحة لا تسهم في تشجيع ودعم المنظمات لخلق الخبرات و الكفاءات اللازمة، فنجدها تكتفي بتحديد الشخص و اسم المنظمة التي ستشاركها التنفيذ والتي يطلب منها تقديم طلب المنحة، حتى إن بعض هذه المنظمات هي من تحدد طبيعة المشروع والقضايا التي ستعمل عليها المنظمة، وايضا تحديد ما المطلوب من المنظمة إنجازه دون النظر الى ما تمتلك هذه المنظمة من خبرات وكفاءات في المجال الذي مطلوب منها العمل عليه وإنجازه، بل ودون حتى ربطه بحاجة المجتمع لهذا المشروع و أهميته..
وهناك الكثير من هذه الأمثلة..
الا ان ذلك لا يقلل ابدا من دور واسهامات الكثير من منظمات المجتمع المدني والذي برز وتجلت صوره المختلفة اثناء الحرب والصراعات التي تشهدها البلاد وبالذات مدينة عدن التي تحولت فيها منظمات المجتمع المدني إلى ورش وبرامج عمل فاعله في مختلف المجالات... ويمكننا هنا الإشارة المختصرة لابرز هذه الأدوار الرائعة التي أسهمت فيها المنظمات في عدن وما زالت تواصل عطاءها و فعلها الجميل الإنساني والوطني.
** في ضوء الحرب والصراعات التي شهدتها اليمن وما زالت وما سببته من غياب فعلي للسلطة ولمؤسسات الدولة وبمختلف مكوناتها وحلقاتها.
لمواجهة مختلف التحديات والمشكلات التي تحولت إلى معاناة واتساع مساحة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني
على السكان بفئاتهم وشرائحهم المختلفة..
برز دور المجتمع المدني ليقوم بتغطية الكثير من هذه الفراغات وتجلت تعبيراتها في اسهام ومشاركة وتفاعل منظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات الحياتية والانسانية من خلال صور عدة ابرزها المبادرات الشبابية والنشاط والدور النسوي من خلال مكونات مجتمعية مختلفة..
وهذا ما كان واضح في العمل الميداني الذي قامت به منظمات المجتمع المدني، وهذا ما يعكس أهمية الدور الذي يمكن للمجتمع المدني بمنظماته ومؤسساتها ومبادراته وجمعياته ومراكزه الفاعلة والناشطة في المجتمع والتي تجلت صور هذا الفعل في:
* المشاركة في الاعمال الإنسانية الاغاثية.
* المشاركة في مواجهة آثار الحرب والتدمير الذي شهدته مدينة عدن.
* المشاركة في توزيع الغذاء والسلل الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية / والقطاع الخاص.
* المشاركة في مواجهة جائحة كورونا 19 من خلال مشاركه الشباب / الشابات والمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني من إجراءات التوعية وتقديم العون المباشر للمصابين والاسعافات / وتوفير غاز الاكسجين لمن تعرضوا للإصابة وتوصيلها الى منازل المصابين.
* نشر برامج التوعية في مخاطر الحرب والصراعات المسلحة وآثارها الخطرة على الحياة الإنسانية بكل حلقاتها..
* نشر برامج التوعية بأهمية وقف الحرب وبناء السلام وتفعيل المؤسسات والهيئات المعنية ببناء السلام.
* التوعية بأهمية احترام حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني.
* ابراز أهمية دور النساء في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المجتمع بسبب الحرب والصراعات وفي دعم جهود السلام..
* شرح البرامج والاهداف التي يستهدفها المجتمع الدولي من خلال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن من اجل وقف الحرب وبناء السلام وتقريب وجهات النظر مع مختلف اطرافه.
* دعم جهود الأمم المتحدة لبناء السلام وشرح مختلف المهام والاهداف المرتبطة بها..
-* مواجهة فيضانات الامطار والسيول وما سببته من مخاطر على المواطنين والأطفال والاسر وكبار السن من خلال مبادرات ومساهمة الشباب في مختلف حارات ومديريات محافظة عدن.
* الاسهام في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي في عدن من خلال العمل مع قيادات الأمن والسلطة المحلية في المحافظة والمديريات وخلق شراكة مجتمعية واسعة في هذا المجال.
- تحديد أبرز مشكلات الخدمات العامة التي تواجهها مدينة عدن ومحافظات أخرى بسبب الحرب والصراعات والاضرار الكبيرة بالبنى التحتية في مختلف مجالات الخدمات العامة (الكهرباء / المياه / الصرف الصحي / النظافة والبيئة / التعليم وأوضاع المدارس / والصحة العامة / وأوضاع المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية / الوضع الاقتصادي وآثار تدهور العملة على حياة الناس المعيشية.
- مواجهة ومكافحة الفساد بمختلف صوره (الإداري والمالي واستخدام الوظيفة العامة والنفوذ وسرقة الأملاك العامة والخاصة).
- مواجهة البناء العشوائي والاستيلاء على أراضي الدولة والاملاك الخاصة.
- العمل على إعادة مؤسسات بناء السلام (القضاء / النيابة / أجهزة حماية القانون والنظام..
هذه المجالات التي تم ذكرها هي مجالات اسهام وعمل وفعل منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية والناشطات من النساء تعبر عن ما تمثله منظمات المجتمع المدني من أهمية في مواجهة التحديات والمشكلات التي تسببتها ازمة الحرب والصراعات.
ومع كل ما ذكره هنا الا ان هناك ايضاً قصور لدى عمل منظمات المجتمع المدني في مواجهة هكذا أزمات خانقة اكثرها تأثير على حياة الناس الحياتية هي الازمة التي ترتبط بالوضع الاقتصادي والمعيشي..
وهنا تبرز أهمية التأكيد على عدد من الملاحظات والمقترحات التي يمكن أن تسهم في تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الازمة الاقتصادية التي نعيشها في اليمن – عدن أبرز نماذجها –
- أهمية احترام دور منظمات المجتمع المدني وتسهيل مهامهم ودعم عملهم ومبادراتهم ومساهماتهم في مواجهة المشكلات والتحديات المرتبطة بحياة الناس الحياتية..
- أهمية وجود التكامل بين منظمات المجتمع المدني ومن قبل قيادات السلطات المحلية والأجهزة التنفيذية المختلفة.
- أهمية وجود تكامل بين دور منظمات المجتمع المحلي وأجهزة الرقابة والتفتيش والمحاسبة.
- أهمية تقديم العون للأنشطة التي تقوم بها المنظمات وبالذات في القضايا الرئيسية المتعلقة بأبرز المشكلات التي تواجه المواطنين في حياتهم الإنسانية وبالذات ما يتعلق بالاقتصاد والحياة المعيشية..