فريق الناشئين والهوية اليمنية
إن الهوية اليمنية تظل فخرا بحكم انها تشكل نصف العرق العربي , وبل نصف اللسان العربي المبين , فكل الشعوب العربية ترجع , لعدنان وقحطان .
وقحطان شعب مهداه اليمن , وتشعبت بطونه من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فكان منه بطون حمير وأشهرهم زيد الجمهور وقضاعة والسكاسك ومنه بطون كهلان وأشهرهم همدان وأنمار وطيئ ومذحج وكندة ولخم وجذام والأزد الذين منهم الأوس والخزرج وأولاد جفنه ملوك الشام : وكانوا يسمون مقاماتهم باليمن مخاليف والواحد منها مخلاف ويضاف إلى اسم القبيلة التي اختصت به وقد ذكر منها ” ياقوت ” ستة وثلاثين مخلافا .
الهوية اليمنية هي فخر لكل حاملها , ومتجذرة في التاريخ والارث والثقافة , من الصعب مجرد التفكير باقتلاعها , او العبث بها بمزاج أني , يضع نفسه مثار سخرية ومهزلة أمام شعوب العالم المحترم , ويقزم من ذاته وكيانه في ذلك العالم الذي يحترم التاريخ والإرث والثقافة والحضارة .
لم تكن الهوية اليمنية يوما صك ملكية لنظام فاسد , ولن تكون لنظام مرتهن وتابع , ولن تكون مصدر خلاف لازمة أنية , وضحية لمزاج عفن ومتقلب , ستظل محل إجماع الخيرين والشرفاء , وفخر وعزوة واصالة لكل يمني مترفع عن الصغائر .
اليوم ظهرت لنا اصوات نشاز تتبرأ من الهوية اليمنية , وبسبب ذلك وضعت نفسها موضع المواجهة مع مهد الحضارة والتاريخ اليمني وعظمته .
في لحظة رداءة وتفسخ فكري وسياسي وثقافي , بل وسقوط أخلاقي , اعتقدت تلك الأصوات انها حققت جزءا يسير من أهدافها , في الشحن والتحريض ضد الهوية اليمنية .
كانت المفاجأة حينما انتصر الفريق اليمني للناشئين على السعودية , وتفجر حينها ينبوع الهوية من مكنونات مجتمع متشبع بها , اصابتهم واسيادهم بخيبة أمل , أفقدتهم وعيهم , وهتفت الجماهير بصوت واحد قوي (بالروح بالدم نفديك يا يمن) , وتردد صدى ذلك الصوت في كل ربوع الوطن جنوبه قبل شماله , بل وفي قعر دار تلك الأصوات , مما يؤكد ان الهوية اليمنية ستظل حيه في نفس وضمير الامة , ولا يستطيع مزاج عفن ظهر في مرحلة إخفاق وانهيار , ان يغير من مكانتها , وأصالتها , وتجذرها في الذات الشخصية والعامة .
الفريق الوطني للناشئين , مثل بتركيبته التي جمعت اليمن , وتمثيله لتلك الهوية , اجماعا , دمر كل السدود وتجاوز كل التصدعات والشروخ الاجتماعية والسياسية , واتفق اليمنيين عليه , واستقبلوه بشرف وفخر الهوية التي مثلها , وكل إناء بما فيه ينضح , فقد نضح الخير الذي تفوق على الشر , وقال اليمنيين بصوت واحد (بالروح بالدم نفديك يا يمن ), متجاوزين كل الصراعات و الاستقطابات , كل التباينات والاختلالات , كل الطوائف والمناطق , وتوحد الشعب , رغم تسيد البندقية , ولعلعة المدافع , وسقوط الصواريخ , وضربات الطيران .
يبقى الفخر فخرا , والعزاء على كل من حاول ان يصادر إرادة الناس , وحقهم في التعبير عن هويتهم واصالتهم , حقهم بالفخر بكل ذلك , و تقزم أمام تلك الهوية , وارتهن لأعدائها التاريخيين .
والعزاء أيضا على كل من يستثمر ذلك الإنجاز سياسيا , فالشعب واعي ويدرك حجم المؤامرة
وكل الفخر والاحترام , للاستقبال الشعبي المشرف للفريق في كل محافظات البلد , استقبال مثل حقيقة الروح الوطنية اليمنية التي تنبض حياة وتمثل ضمير الامة أينما كانت وتكون .