في الذكرى (الرابعة) لرحيل المحامية العدنية والموسوعة القانونية راقية حميدان هل نتذكرها ..؟!
فجعت مدينة عدن في صباح يوم الأحد الموافق 31/ ديسمبر/ 2017م بوفاة المحامية الكبيرة المشهورة الأستاذة راقية حميدان في عاصمة المملكة الأردنية (عمان) ..
وبرحيلها (الصامت المدوي) منيت مدينة عدن بخسارة قامة وقيمة قانونية وإنسانية باسقة سامقة وهبت جل عمرها من أجل خدمة قضايا الناس البسطاء المضطهدين والمهمشين والمظلومين والإنتصار لقيم وحقوق ومبادئ العدالة والسلام والمساواة ورفع وعلو صوت الحقيقة وترسيخ مداميك أسس مفاهيم النظام والقانون والعدالة الإجتماعية والإنسانية ..
تــــعــد المحامية العدنية البارزة راقية حميدان من أهم المشتغلين في مهنة المحاماة نزاهة وجسارة وفطنة وذكاء وحنكة وبراعة وإقتدار بل أنها أرتقت بسموها الأخلاقي والمهني ونجحت في توظيف طاقاتها وإمكانياتها القانونية ( الإستثنائية) لخدمة المجتمع العدني الذي كانت تمثل من خلاله دور (المرأة العدنية) في تشكيل وبلورة وعي وصناعة مستقبل الأمة من خلال مشوارها المهني الزاخر الحافل بالإنجازات الهامة في مهنة المحاماة التي شهدت صولاتها وجولاتها التي كانت براكين تزلزل الأرض تطلقها في وجه إدعاءات أدعياء الباطل والبهتان والزيف وتزوير كلمة الحق و قهر وتعسف المتجبرين المتغطرسين المارقين الخارجين عن سيادة دولة القانون والنظام والعدالة في أروقة المحاكم وأمام (منصات القضاة) في مختلف درجات التقاضي ..
بالإضافة لمشاركاتها القانونية داخلياً وخارجياً ومرافعاتها القانونية المشهودة التي تعتبر صكوك ومرجعيات قانونية يجب ان تدرس في كلية الحقوق للأجيال المتعاقبة ..
المحامية والمستشارة راقية حميدان من (أوائل العدنيات) اللاتي تخرجن من بريطانيا ونالت شهادة الحقوق بإمتياز ..
بل وأستطاعت على الصعيد والمحك العملي والمهني أن تتبنى قضايا العديد من مواطنين سكان مدينة عدن وخارجها (مجاناً) دون أي مقابل مادي نظراً لقناعاتها بعدالة من يلجأ اليها للنظر بأحقية عدالة قضيته ..
راقية حميدان (إسماً ومعنى لا ينفصلان إطلاقاً في سجلات تاريخ القانون والمحاماة القديم والمعاصر في اليمن والخليج والجزيرة العربية ..
ستظل سيرتها القانونية والمهنية العطرة الشامخة تزهو بمشوارها الناصع المشرق البهي في مدينة عدن عبر كل المراحل والأزمنة ..
ولن ننسى مواقفها الشجاعة الجسورة لنصرة العدالة الإجتماعية والإنسانية طالما بقي في عروقنا نبضاً لديمومة وإستمرارية الحياة ..
تتزاحم الكلمات والمشاعر والأحاسيس وأجد نفسي أقف خشوعاً وإجلالاً لمشيئة وإرادة الله سبحانه وتعالى ..
وفي الحقيقة شكل رحيل فقيدة الوطن الأستاذة الموسوعة القانونية راقية حميدان خسارة فادحة من الصعب تعويضها على المدى المنظور والمشهود في مناصات المحاكم على كل الصعد والمستويات الداخلية والدولية رحمها الله وأسكنها فسيح جنان الخلد ..!