كل الكيانات العربية اليوم تعيش حالة تخبط وفراغ أخلاقي .. معرفي.. إنساني.. نحن في زمن أشباه الرجال ..
أمة لاتعترف إلا بظواهر الامور  السطحية ولاتفتش عن القيم والمبادئ والسلوك والأخلاقيات .. 
أمة تلهث وراء الشهرة والمال والسلطة والجاه ..

 تبوأ  اللصوص والنصابين والدجالين والفاسدين والمرتزقة أعلى المناصب والرتب ومقاليد الحكم والسلطة وتاهت الشعوب في (ماراتون) توفير لقمة العيش والحياة بعزة وكرامة ضاع العلماء والمثقفين والنخب وصفوة القوم في زحمة ثقافة النهب والقتل والإغتصاب وتجارة الحروب ..

أمة عربية للأسف ضاعت هويتها ونهبت حضارتها وأستبيحت مقدراتها ونخوتها وأصالتها .. 

نحن نمر في أسوأ مرحلة إنحذار وإنحطاط على كل الصعد التي تشهدها المجتمعات العربية فارغة المحتوى والمضمون عديمة الجدوى والقيمة ..
و لسنا في حقيقة الأمر في وقتنا الراهن سوى ظاهرة صوتية ..

 أنظروا الى واقع الحال في( مدينة عدن) العاصمة المؤقتة والمحررة المنكوبة بعد مايقارب ( 7 سنوات) من إنتهاء الحرب الضروس التي شهدتها وقوافل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم قرباناً لمستقبل أرغد مشرق وتضرجت دمائهم الزكية في كل شبر من ميادين القتال للذود عن الشرف والدفاع عن الوطن والأرض والعرض والكرامة والحرية .. 

 عدن الباسلة الآبية تنزف وتعلن للعالم بأسره تردي أوضاعها وقسوة معاناتها على مختلف الصعد الحياتية الآدمية والإنسانية وتشهد حتى كتابة هذه السطور حروب فتاكة قاتلة أشد وطآة وأعنف  من سابقاتها في سبيل مقارعة ديمومة وإستمرارية الحياة ..

 نعم عدن وساكنيها يواجهون المجاعة والموت في كل لحظة وأستوطن الخوف والرعب قلوب كل من سكن مدينة عدن الآسرة الساحرة والمشهودة بدورها الريادي والتنويري في إتساع الكون على مرأى الأسماع والأبصار والتي عرفت منذ الأزل والخليقة بطيبة ودماثة أخلاق أهلها وثقافتها وفنونها وحضنها الدافئ ..

 عدن تعيش حالة إقتصادية سيئة للغاية متدهورة وأزمات خانقة بسبب إرتفاع حرب العملات وإنهيار الريال اليمني المخيف( مع سبق الإصرار والترصد ) وحروب الخدمات والكهرباء والنفط والغاز وغلاء أسعار المواد الغذائية والإغتيالات وإنعدام صرف المرتبات والإغتصابات والنهب والسرقة والبلطجة وضياع حقوق الشعب الذي تسلب مقدراته وخيراته وثرواته وتهدر أبسط متطلباته وإستحقاقاته الآدمية .. 

عدن تصطلي بنار عذاباتها المميتة تستغيث وتصرخ  عن بكرة أبيها بمختلف شرائحها الإجتماعية وأطيافها المتعددة ..

 كفى عبث وإستهتار وعبودية بحياة الناس المستضعفين وإضطهاد وإهدار وإباحة وإنكار حقوق المواطنين الصابرين المنهكين يكفينا خنوع وظلم وقهر وتركيع ..
رسالة إستغاثة نوجهها لكل الأطراف السياسية والفرقاء ومن بيدهم مقاليد سدة الحكم وسلطة القرار  ..

اللهم أني بلغت اللهم فأشهد ..