لم يبق في المآقي دموع لنذرفها ياميفع ..
  ولم يبق في الصدر حسرات ، ولافي القلب حزن ياميفع ..
   لم يعد للدموع طعم الملح ..
   ولم يعد للحزن اسى .. ولا للكلمات قدرة  التعبير عن قدر مااشعرنا موتك بالألم والحزن الذي لم تعد تكفي كل الكلمات ان تعبر عنه كما نريد اوكماينبغي ..
  منذ سنوات والموت يطاردنا في رحلة الحياة التي لاتكتمل إلا بالموت . كثر الموت في ديارنا .. بلادنا إلى حد فاجع .. إلى حد لم نعد نقدر إحصاء من مات او نحزن علىمن مات منا ..أو كيف نرثي من مات  ..! 
  لم نعد ندري إذاكنا نرثيك ياميفع، ام نرثي فيك الوطن ؟! 
  لاتوصيف لهذا الرحيل الفاجع الذي يأخذنا واحدا واحدا ..  اهوتصريح بالموت ، او موت بالتصريح ؟! 
  لايختلف الأمر كثيرا ، إن متنا بسكتة دماغية ..او بسكتة قلبية ، فقد اغتالونا قبل ذلك بالموت البطيء .. بكل الفواجع ، لقد سرقوا منا كل الاحلام الجميلة التي ناضلنا من اجلها .. سرقوا منا الحرية ، .. سرقوا منا الضوء والوطن ، عشنا الكثير من الموت ياميفع .. موت الوطن وموت الانسان ! كلما بنينا للوطن صرحا هدموه ياميفع ، وكلما حقق الشعب حلما سرقوه ياميفع ..
    حملنا الوطن في قلوبنا ياميفع ، وفديناه بارواحنا ، وكنا ننتظر الموت في كل منعطف . وما أكثر المنعطفات التي يموت فيها الانسان في وطننا ياميفع ..
 عشنا المأساة ياميفع ، وحاولنا ان نكون مع التاريخ حتى لايلعننا ذات يوم ويقول اننا جبِنا ، اوتخاذلنا ، وكنت اشجعنا في قول الحق ..واشجعنا في طرق المطارق الممنوعة اوالمحظورة !
  مامن حياة كافية ياميفع حتى نكتب كل مانريد .. نفعل كل مانريد .. لقد حاولوا ان
 يسرقوا منا الوقت والعمر ياميفع ، لكن بقدر ما استطعنا ، انتزعنا مساحة للحرية ، ومساحة للشجاعة ، مساحة للحياة ، مساحة للقراءة ومساحة للكتابة ..وماكنا لنستطيع ذلك لو لم نكن نملك مساحة عالية من حساسية الانسان ومعادلة الذات! 
  كنا نقول كلمتنا برغم الارهاب ، الجوع ، الاقصاء ، والاهمال . 
 كنا نتدرب على الموت كل يوم حتى حين يأتي لانفر منه ، بل نلقاه بصدر رحب وشجاعة محارب .. حتى نكون اكثر قوة حين نلقاه ، ونقول له : لم نقتل إنسانا ..لم نسرق مساحة .. ولم نشعل حربا في الوطن او نشجع عدواناً عليه .. ولم نفرح لموت انسان .. !
   ان المشقة كلها ان تموت غير مرتاح الضمير .. او ان تسلك طريقا غير الذي اردت .. وقد فعلت العكس ياميفع ..مت مرتاح الضمير وتركت الحسرة لغيرك ..اولئك الذين جبِنوا حيث تنبغي الشجاعة .. او الذين لم يتذوقوا شجرة الابداع حين كان ينبغي ان يفهموه ..
  في البداية كانت الكلمة ..
  من كان يريد ان يعرف فارسا لها فليسأل عن ميفع عبد الرحمن .. 
  وكانت هناك القصة..
   ومن كان يريد ان يكتب تاريخاً لها فليسأل عن ميفع عبد الرحمن ..
  وفي خاتمة هذه الحياة القصيرة البطل من يكتب فيها ان الجسد ليس كل حدود الروح !