صوت عدن/ الجزيرة + وكالات + وسائل التواصل الاجتماعي:


يحيي السوريون اليوم الاثنين الذكرى الأولى "للنصر والتحرير" والإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد وحكمه الاستبدادي، ودخول قوات ردع العدوان العاصمة دمشق.

وقد أدى الرئيس السوري أحمد الشرع -وهو يرتدي الزي العسكري- صلاة الفجر بالمسجد الأموي في دمشق بمناسبة الذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد. وتعهد الشرع بإعادة بناء سوريا بما يليق بحاضرها وماضيها.

وقال الرئيس السوري في كلمة بعد أدائه صلاة الفجر "أيّها السوريون أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعا كل التحديات بإذن الله".

وأضاف الشرع "من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها، وسنعيد بناءها نصرة المستضعفين والعدالة بين الناس بإذن الله تعالى".

وقد بدأت المساجد حملة تكبيرات احتفالا بهذه المناسبة، كما شهدت العاصمة دمشق انتشارا مكثفا لعناصر الأمن لتأمين احتفالات الذكرى الأولى للتحرير وسقوط نظام الأسد.

ومن المتوقع أن تشهد الساحات الرئيسية في معظم المحافظات احتفالات شعبية وعروضا عسكرية بمشاركة رسمية.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، فر الأسد -الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ الأسد– من سوريا إلى روسيا، عندما تمكن الثوار السوريون بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع من دخول العاصمة دمشق.

فعاليات واحتفالات

وشهدت المدن والبلدات في محافظات البلاد فعاليات رسمية وشعبية عكست أجواء الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية، وفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا".

وأمس الأحد، شهدت مدينة بانياس في محافظة طرطوس احتفالية شعبية مسائية بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد.

واحتشد الآلاف في ساحة المدينة الرئيسية، ورددوا هتافات تؤكد على وحدة سوريا. وطالب المتظاهرون الحكومة بمحاسبة رموز النظام الذين ارتكبوا المجازر في حق الشعب السوري خلال سنوات الثورة.

وفي العاصمة دمشق، أقيمت "فعاليات النصر" في بلدة مسرابا وساحة مسجد النور بمدينة الرحيبة، بالإضافة إلى ماراثون رياضي بمدينة الضمير (جنوب).

وشرقي البلاد، تم تنظيم مباراة كرة قدم كرنفالية ودية بين فريق مدارس مدينة دير الزور، وفريق مدارس مدينة الميادين، احتفالا بهذه الذكرى.

ووسط البلاد، أقيم احتفال جماهيري كبير في مدينة صوران بريف حماة الشمالي، بحضور قادة عسكريين.

كما انطلق مسير شعبي من حي القرابيص باتجاه حي الخالدية بمدينة حمص (وسط)، للمشاركة في فعالية شعبية مركزية في ذكرى "النصر والتحرير".

وفي شمال البلاد، نُظمت احتفالات في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، حيث رفع المشاركون الأعلام السورية.

وحكمت عائلة الأسد، المنتمية إلى الأقلية العلوية، سوريا لمدة 54 عاما.

ويرى السوريون أن الخلاص من نظام الأسد يمثل نهاية حقبة طويلة من القمع الدموي، تخللتها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما خلال سنوات الثورة الـ14 (2011- 2024).

ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية في سوريا إذ احتاج نحو 16.5 مليون إلى الدعم في 2025.

- مرتديا "بدلة النصر".. ما دلالات صلاة الشرع في الأموي بذكرى التحرير؟

في ذكرى تحرير دمشق، ظهر الرئيس السوري أحمد الشرع داخل المسجد الأموي في العاصمة، مرتديا الزي العسكري الذي دخَل به المدينة قبل عام، في مشهد أثار اهتماما واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا الظهور تزامنا مع ذكرى 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تاريخ دخول الثوار السوريين العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024)، وهو الحدث الذي شكل لحظة فارقة في تاريخ سوريا الحديث.

وسيطرت قوات عمليات ردع العدوان على العاصمة في اليوم ذاته، وهو ما اعتبره السوريون إيذانا بنهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة، أعادت رسم خريطة السلطة في البلاد.

وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور رسمي واسع، تجوّل الشرع في باحات المسجد الأموي مرتديا الزي العسكري، في خطوة وصفها مغردون بأنها تأكيد على حضوره في المشهد الداخلي وإبراز رمزية "النصر" في هذه المناسبة الوطنية.

ولفت آخرون إلى أن اختيار هذا الزي لم يكن اعتباطيا، إذ يحمل رمزية مباشرة للمرحلة السابقة، ويعيد تذكير السوريين باللحظة التي حررت فيها دمشق قبل عام.

وركزت التعليقات على ظهور الرئيس الشرع بالزي العسكري، معتبرين أنه يحمل رسائل متعددة، فهو يمثل استعادة الرمزية الوطنية والتأكيد على سيادة الدولة، وفي الوقت نفسه يشكل استعراضا سياسيا وعسكريا في مناسبة رمزية، تعكس حضور السلطة في قلب العاصمة وتستحضر ذكريات النصر والكرامة.

وانقسم التفاعل بين اتجاهين، إذ رأى بعض المغردين في هذه الخطوة استعراض قوة في مناسبة رمزية، في حين اعتبر آخرون أنها محاولة لإيصال رسالة سياسية للداخل والخارج في آن واحد.

وأشاد آخرون بدخوله المسجد الأموي بالزي العسكري باعتباره رسالة سيادة وعودة قوية للمشهد الرسمي في ذكرى تحمل رمزية تاريخية، مؤكدين أن المشهد يعكس الحرص على استحضار الرموز الوطنية وإعادة ربط المواطنين بتجربة التحرير.

ويرى مدونون أن هذه الزيارة ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل تهدف إلى ترسيخ صورة السلطة واستدعاء الرمزية الوطنية في وقت تسعى فيه الحكومة الجديدة لإظهار الاستقرار والسيطرة في العاصمة.

كما أشارت التعليقات إلى أن المشهد يعكس حرص القيادة على تأكيد وجود الدولة وسيطرتها على الرموز الدينية والتاريخية، وهو ما يضيف بعدا رمزيا وسياسيا في آن واحد، ويعيد إلى الواجهة الذكرى الوطنية للحرية والنصر.