صوت عدن / خاص : 

قال الكاتب والتربوي القدير أحمد حميدان في أول تصريح له عقب الإفراج مسلء أمس من أحد سجون سلطة الأمر الواقع بالعاصمة المؤقتة عدن : أنه ليس من دعاة العنف أو الفوضى ، بل من دعاة التسامح والسلام القادر على إنتاج شراكة حقيقية تعيد بناء مجتمع متنوع ومتعدد ، مستلهماً من روح أكتوبر قيم التحرر والوحدة الوطنية ، مشيراً إلى أن إعتقاله ترك آثاراً نفسية وترك غصة رغم خروجه.
وأضاف في منشور له اليوم :  أن ما تعرض له يجسد حالة من الفوضى والتشوه في المعايير ، مشيراً إلى أن القمع وتكميم الأصوات لن يصنعا وطناً حقيقياً بل وطناً لجماعة واحدة وعلى الآخرين أن يناضلوا من أجل حقوقهم.
وانتقد حميدان تكرار دوامة الإقصاء والتهميش منذ ما بعد الاستقلال ، مؤكداً أن كل الحلول تتهاوى أمام نزعة السيطرة والهيمنة ، وأن الصراع القائم هو نتيجة تراكمات تاريخية لم تُعالج بوعي ومسؤولية.
وأشار إلى أن تجربة الاعتقال كانت صادمة في بدايتها ، حيث يُمارس فيها التعسف والإهانة من قبل بعض الأفراد الذين يسيئون استخدام السلطة ، لكنه في الوقت نفسه ثمّن وجود عناصر أمنية وصفها بأنها متفهمة وواعية وتؤمن بأن المعارضة ضرورة لاستقامة النظام.
وعبّر عن إمتنانه لكل من تضامن معه وسانده خلال فترة احتجازه ، مؤكداً أن الدعم الواسع الذي تلقاه أعاد إليه روحه وإيمانه بأن الوطن ما زال فيه شرفاء يرفضون العبث والاستبداد.
وختم بالقول : إن التجربة تستدعي فترة نقاهة لإعادة قراءة المبادئ والمواقف ، مؤكداً أن الأوطان لا تُبنى إلا بالتنوع والشراكة والإحترام المتبادل.
وكانت السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن قد أفرجت مساء الأربعاء عن التربوي والكاتب أحمد ناصر حميدان عقب اعتقالٍ دام يومًا كاملًا أثار موجة تضامن واسعة من أوساط تربوية وإعلامية وحقوقية وسياسية.
وكشفت مصادر مطلعة إن الإفراج جاء بعد تدخلات من قبل شخصيات اجتماعية وإعلامية وسياسية طالبت بإطلاق سراحه نظرًا لتاريخه التربوي الطويل ومكانته الاجتماعية الرفيعة.
وكان حميدان البالغ من العمر نحو 75 عامًا قد اعتُقل يوم الثلاثاء خلال مشاركته في فعالية سلمية في عدن دون توضيح رسمي للأسباب وهو ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط التعليمية والثقافية التي اعتبرت أن مثل هذه الإجراءات لا تليق بتربوي قضى سنوات عمره في خدمة التعليم والصحافة.