وقدم موجزا لسيرتها: الحاج خالد عبدالواحد محمد نعمان ينعي وفاة السفيرة وديعة عبدالله فارع عزعزي
صوت عدن / خاص :
نعى الحاج خالد عبدالواحد محمد نعمان وفاة السفيرة وديعة عبدالله فارع عزعزي التي أنتقلت إلى رحمة الله تعالى يوم أمس السبت بعد حياة حافلة بالنضال الوطني الجسور وقدم موجزا لسيرتها النضالية والعملية .. فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم .. "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
"يايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي" صدق الله العظيم
تفاجئت مساء يوم امس بوفاة السفيرة وديعة عبدالله فارع عزعزي
(ام وائل نجيب عبد الله سيف عزعزي ) عن عمر ناهز ٧٨ عاما ، وهي واحدة من مناضلات حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني في عدن وكان اسمها الحركي "وفاء".
ولدت في إبريل عام 1947 في حارة الهاشمي بحي الشيخ عثمان.
أنخرطت في العمل النضالي في فترة الستينيات من القرن الماضي ضد الإستعمار البريطاني وكان الكثير من زميلاتها في المدرسة التحقن بالقطاع النسائي في الجبهة القومية ، وفي ميدان العمل الدراسي في كلية البنات بخورمكسر والنضالي خلال حرب التحرير في الجنوب تعرفت إليهن عن قرب في مرحلة الثانوية ومنهن عايدة علي سعيد يافعي ( زوجة المرحوم المناضل عبدالله شرف ) وشفيقة علي صالح ( زوجة المرحوم المناضل محمد احمد سلمان الوالي ) وخولة احمد شرف ، وخديجة قاسم ، وشفيقة عراسي ، وفتحية باسنيد ، وفوزية جعفر ، وإسمهان العلس (زوجة المناضل أحمد محمد قعطبي أطال الله بعمره) والمرحومة زهرة هبةالله التي كانت عضوة الشعبة في تنظيم الجبهة القومية والمسىؤولة الأولى عن رابطة القطاع النسائي في الجبهة القومية (وكانت هي زوجة المرحوم المناضل سلطان احمد عمر) أحد مؤسسي حركة القوميين العرب في اليمن والتي حظيت شخصيا بوداعها في آخر أيام حياتها بلندن مع المدام . وغيرهن الكثير وكنا يشكلن جميعا حلقات وخليات منفصلة لا يعلمن شيئاً عن عمل الخلية الأخرى ومن بين المهام الموكلة اليهن ، مهمات نضالية كتوزيع المنشورات وإلقاء الخطب في المساجد والمشاركة في المسيرات والاعتصامات الجماهيرية في المساجد وإخفاء وتمرير السلاح والفدائيين.
في العام 1965تخرجت من الثانوية ، بعد مشاركنها هي وزميلاتها في الاعتصام والانتفاضة ضد مدير ثانوية البنات الإنجليزية (مسز ييتري) التي كانت تصرفاتها عنصرية . وتأطرت في العمل في الجبهة القومية مكلفة بتنظيم حلقات تثقيفية وزيارات توعوية إلى المنازل إضافة إلى توزيع المنشورات والمهام الأخرى . وكان والدها أيضا من التجار من مناصري الجبهة القومية وكان يعبر سيارته اللاندكروزر للجبهة القومية لتأدية مهام عسكرية فدائية أو نقل أسلحة عبر المناضل المرحوم عبدالواسع قاسم نعمان رئيس تحرير صحيفة ١٤ اكتوبر ، ثم لاحقا مدير مكتب المناضل عبدالفتاح اسماعيل أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني.
تخرجت من معهد للمعلمات في العام 1968م وتعينت معلمة للغة الانجليزية في المجال التربوي حتى العام 1971م بعدها انتقلت للسلك الدبلوماسي وتم تعيينها في سفارتنا في برلين لمدة 5 سنوات.
وفي العام 1984 أنتقلت للعمل في سفارتنا في صوفيا لمدة 3 أعوام.
وفي العام 1993 تعينت في سفارتنا في عمان بدرجة مستشار ومسؤولة عن العمل الاعلامي ولمدة 4 سنوات وكانت تعود في كل مهمة خارجية لتؤدي مهام رسمية في وزارة الخارجية بالديوان .. لقد قضت في الخارجية مدة ٢٩ عاما.
وفي العام 2000 تم إحالتها للتقاعد قسرا قبل بلوغ الأجل الرسمي للتقاعد ، ولأسباب سياسية ضمن حملة الإحالة للتقاعد (قبل الاوان) ل 100 كادر جنوبي في ذلك الوقت بتوجيهات مباشرة من الرئيس علي عبدالله صالح نكاية بهم لأنهم من الكوادر الجنوبية القديمة المسيسة التي لا يستطيع إستخدامها للمهمات الخاصة خارج عن نطاق العمل الدبلوماسي الرسمي.
وطبعا لايمكن أن ننسى أن نذكر إنها كانت زوجة المستشار القانوني المرحوم الأستاذ نجيب عبدالله سيف عزعزي ، صديقي العزيز وزميلي في العمل بمجلس الوزراء في فترة السبعينيات لعدة سنوات ، وهو الذي قاد فريق ترجمة المناهج العلمية الألمانية الحديثة الى العربية لترقية المناهج الدراسية في ثانويات مدارس الجنوب. وهو أيضا منشىء ومدير أول دائرة للكادر في سكرتارية مجلس الوزراء ولعدة سنوات والتي كانت هي المسؤولة الوحيدة عن الرعاية والتاهيل والتدريب والتعيين والترقية والتعامل مع كل كوادر الدولة في الوزارات والهيئات والمصالح والمؤسسات الحكومية من درجة نائب وزير ووكيل وزارة ومصلحة حتى درجة مدير عام فيما عدا الكوادر الحزبية في هيئات الحزب التي مسؤولة عنها دائرة الكادر في اللجنة المركزية للحزب ولا يمكن خلال الفترة من عام ١٩٧٨م وحتى العام ١٩٨٦م إن كان هناك تجاوز لأي تعيينات في هذه المناصب دون الترشيح والتوصية إلا عبر دائرة الكادر المركزية في مجلس الوزراء وبعد ذلك انتقل المرحوم نجيب عزعزي ليعين بوظيفة عميد المعهد الاداري بعد الوحدة إلى أن تقاعد وتوفاه الاجل ، علما بأن والده وخال زوجته كان هو المرحوم صاحب شركة "عزعزي فون" للاسطوانات.
ويجدر الإشارة إلى أن الزوجين السفيرة وديعة عزعزي ونجيب عزعزي توفيا وفيهما غصة وقهر شديدين ، فكل شقى العمر الذي أدخراه طوال عمريهما في العمل الحكومي أستولى عليها البنك العربي بعدن أسوة بكل الشرائح الوسطى من أبناء عدن والذين كانوا يفضلون البنك العربي على سواه من البنوك في عدن ولكن مدخراتهما راحت "فطيس" ويازعيمة جرى الصنبوق ولم يتمكنا حتى من الحصول على الفتات لنفقات العلاج في الخارج إلا ما جاد به محافظ البنك المركزي بعد تدخلنا.
تعليق :
الحاج خالد عبدالواحد محمد نعمان
زميل عمل ونضال المرحومين
نجيب ووديعة عزعزي