فيما طبول الحرب تدق .. لماذا يدفع التحالف وأمريكا بالجنوبيين ليكونوا وقودا لحرب دامية مع الشمال لا ناقة لهم فيها ولا جمل ؟!!
صوت عدن / تقرير خاص:
بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب العبثية في اليمن التي دمرت البنى التحتية الاقتصادية والخدماتية والصحية والسياحية والتعليمية والطرقات والجسور وغيرها من المنشآت الحيوية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية وبعد أكثر من عامين من حالة اللاسلم واللاحرب وجمود التسوية السياسية للأزمة اليمنية بضغط أمريكي بعد أن كاد الفرقاء يتوصلون الى تفاهمات وكان قد اقترب موعد التوقيع عليها برعاية أممية عادت الأصوات لتعلو منذ مطلع العام الجاري 2025 تدعو لوحدة منظومة الشرعية لمواجهة الانقلاب الحوثي وهو ما يؤشر الى عودة الصراع الى المربع الأول مع تفاقم الأوضاع المعيشية والإقتصادية والخدماتية وإنهيار العملة المحلية وما ترتب عليه من غلاء فاحش وإرتفاع الأسعار وتدني الرواتب وتأخيرها في المحافظات المحررة التي تعيش منذ سنوات مرحلة من أسوأ المراحل التي شهدتها وهي مرحلة عصيبة مثقلة بالفساد والفوضى والعبث وانتهاكات حقوق الإنسان ومثقلة بالميليشيات المناطقية التي حلت محل الدولة التي لم يعد لها وجود يذكر.
وقال مراقبون ان محاولات الإدارة الامريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب تحول دون توصل اليمنيون لتسوية سياسية خدمة للأجندة الصهيونية لاسيما مع دخول جماعة الحوثيين الحرب على الكيان الصهيوني دعما ونصرة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لابشع اشكال الإبادة الجماعية في عدوان شاركت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاىها دعما للعدو الصهيوني.
وأكدوا ان الولايات المتحدة تعمل على رص صفوف مكونات الشرعية المهترئة المتصدعة بالخلافات والموسومة بفشلها في ادارة جزء بسيط من اليمن وذلك للدخول في حرب تهدف الى اضعاف جماعة الحوثيين وليس الى اسقاطهم .. لافتين الى أن الشرعية ليس لها جيش قوي يستطيع القيام بتلك المهمة بعد ان اضعفه التحالف وقضى على معظم قواته وحرمه من التسليح النوعي لصالح إنشاء ميليشيات مسلحة تم تشكيلها على اسس مناطقية ومعظم افرادها وقياداتها من الجماعات السلفية المتشددة وغالبيتهم إن لم يكن كلهم من أبناء المحافظات الجنوبية لاسيما من الشباب الفقراء الذين ضاقت بهم سبل الحياة ووجدوا ضالتهم بالانخراط في تلك الميليشيات مقابل الف ريال سعودي يسد رمق العيش لأسرهم في ظل اوضاع معيشية بائسة افتعلها التحالف من خلال أدواته الحاكمة.
واوضحوا أن التحالف السعودي الإماراتي بضغط من إدارة الرئيس الامريكي ترامب وتحت ضغط الكيان الصهيوني اوعزوا لأمراء الحرب الجنوبيين وفي مكونات الشرعية الاستعداد لشن ضربات تضعف قوة الحوثيين العسكرية ولذلك تملئ تصريحاتهم وخطاباتهم الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية وكذلك وسائلهم الاعلامية للاستعداد للحظة منتظرة لخوض حرب دامية مع جماعة الحوثيين في الشمال وقودها أبناء المحافظات الجنوبية الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل وسيدفعون ثمنها من دمائهم وأرواحهم ومن شأنها ان تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي اليمني جنوبا وشمالا لا سيما وان الجنوب لم يعد محتلا من قبل قوات الحوثيين وسيعتبرون معتدين غزوا ارضا غير ارضهم ما يعمق الكراهية ويثقل البلاد بالثارات لعقود طويلة من الزمن.
واضافوا أن دعاة الحرب على الحوثيين في شمال اليمن أبناءهم وأسرهم يعيشون كل أنواع الترف والرخاء والنعيم مرفهين في كثير من العواصم الاقليمية والعربية والعالمية بينما سيدفع بأبناء الجنوب من الفقراء لخوض حرب بالوكالة عن السعودية والإمارات والكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا مما سيحرم آلاف العائلات من عوائلها وسيكون هناك آلاف الايتام والارامل والثكالى والمكلومين لتضيف معاناة قاسية داخل جنوب ممزق تتقاسمه الميليشيات يعاني من فقدان الدولة واوضاعا معيشية وخدماتية مأساوية فرضها التحالف السعودي الإماراتي من خلال أدواته وميليشياته لفرض واقع الإذلال المهين على شعب يتطلع لإستعادة دولته بحدودها عام 1990 وقدم لذلك الهدف قوافل الشهداء والجرحى والتضحيات الجسيمة ليجد نفسه في أتون حرب تجعل ذلك الهدف بعيد المنال.