في عيدها العالمي 8 مارس : المرأة العدنية ماض حافل بالمكاسب والإنجازات وسط حاضر مثقل بالعوائق والصعوبات والمعاناة
صوت عدن/ تقرير خاص:
تحتفي المرأة العدنية ومعها الجنوبية واليمنية والعالمية بعيدهن العالمي الثامن من مارس وهي مناسبة دأبت كل نساء العالم على الاحتفاء بها للتذكير بأهمية المرأة ودورها الريادي في التنمية والبناء والتطوير وشريكة فاعلة في الحياة إلى جانب أخيها الرجل وعلى كافة الأصعدة كانت وما زالت المرأة لها دور محوري في النهوض بالاوضاع الى مستويات متقدمة ومزدهرة وآمنة كصانعة تحولات نوعية متميزة تبقى خالدة في الذاكرة التاريخية.
وفي هذه المناسبة يسجل التاريخ بأحرف من ذهب نضالات المرأة العدنية في الماضي من أجل الحرية والاستقلال وطرد الإستعمار البريطاني فكانت تخوض كل أشكال النضال الثوري الجسور تقود التظاهرات النسائية وتشارك في العمل المسلح كفدائية شجاعة وتعمل على نشر الوعي الوطني ليس بين اوساط النساء فحسب بل والرجال وكل شرائح المجتمع المدني وتبوأت مناصب قيادية في حركة التحرير من اجل الاستقلال دون تمييز مع أخيها الرجل.
وعقب الاستقلال تعاظم دور المرأة في عموم محافظات الجنوب المحررة فاعادت ترتيب صفوفها بتشكيل اتحاد خاص بها سمي اتحاد نساء اليمن وتمكنت بفضل نضالها الوطني من تعزيز مكانتها في مفاصل منظومة الحكم وتقلدت المناصب الرفيعة في كل سلطات الدولة المدنية والعسكرية والامنية وحصلت على حقوقها القانونية كشريكة فاعلة دون اقصاء او تهميش وترسخت مكانتها بسن تشريعات تنتصر لتلك المكانة فكان لها حق التعليم والدراسات العليا والتأهيل والتدريب وحق العمل والمشاركة في ادارة شؤون الدولة دون أي إنتقاص.
اليوم وبعد عقود طويلة من ترسيخ حقوق ومكانة المرأة العدنية خاصة والجنوبية واليمنية عامة تتعرض تلك المكاسب العظيمة التي تحققت في الماضي الى تحديات هائلة تعصف بها لا سيما خلال السنوات العشر الاخيرة وهي سنوات عجاف في ظروف الحرب وبروز قوى جديدة في المشهد العام عمقت الخلافات والصراعات والفوضى والعبث وانتهاكات حقوق الإنسان ما أدى الى إتخاذ سياسات ممنهجة قلصت من أدوار المرأة بشكل كبير وبرز الى السطح تهميشها وإقصائها بشكل غير مسبوق هدد المكاسب والانجازات العظيمة التي تحققت خلال عقود مضت فيما وضع صناع القرار المحلي والمركزي عوائق حالت دون تمكينها من المشاركة الفاعلة في صنع القرار ما أدى الى إرباك المشهد السياسي بشكل غير مسبوق وفقدان المجتمع لأبرز أعمدته وقواه المدنية الفاعلة.
لم يعد بإمكان المرأة اليوم الحصول على فرص عمل تناسب امكانياتها ومؤهلاتها وقدراتها .. كما تضع تلك السلطات عوائق أمام القوانين النافذة التي تكفل لها حق التعليم والعلاج المجاني والمشاركة في ادارة الحكم وفيما تفاقمت معاناتها على كافة المستويات المعيشية والإقتصادية والخدماتية والانسانية والمهنية وباتت سلطات الأمر الواقع المحلية تمارس اساليب الإقصاء والتهميش وتضع العوائق في طريقها ما أدى الى إضعاف دورها ومكانتها وهو الامر الذي أحدث خللا في منظومة الحكم وفي السلطات وبات المجتمع المدني اليوم يسير على خطى التمزيق للنسيج الاجتماعي والسياسي وفرض سلطة الرأي الواحد الذي يفتقد للمرأة كقائدة ورمانة ميزان العدل الاجتماعي والسياسي.