صوت عدن / خاص : 

نشر الأستاذ ياسين عمر مكاوي مقالا على حسابه بمنصة اكس بعنوان من تعتقدوا المسؤول عن ما يجري في عدن؟! قال فيه : لم يختلط الأمر على المواطن البسيط في عدن عن أسباب وعوامل العقوبات الجماعية التي تُمارس بدءً بالكهرباء والمياه والتعليم والصحة والقاذورات مروراً بالبلطجة والتضييق على الحريات وانتهاءً بالغاز المنزلي والبترول والديزل للاستخدام الخاص والعام .. فيما يلي نص المنشور: 

‏من تعتقدوا المسؤول عما يجري في عدن؟!!

‏لم يختلط الأمر على المواطن البسيط في عدن عن أسباب وعوامل العقوبات الجماعية التي تُمارس بدءً بالكهرباء والمياه والتعليم والصحة والقاذورات مروراً بالبلطجة والتضييق على الحريات وانتهاءً بالغاز المنزلي والبترول والديزل للاستخدام الخاص والعام.
‏كما هو واضح ان كل تلك الأعمال العدوانية تستهدف عدن وأهلها وبشكل خاص وممنهج ، عقود من المعاناة كان أسوأها العشر السنين الأخيرة بعد التحرير إذا جاز القول بذلك حتى يتم وضع شعبنا تحت المقصلة بإسم الوحدة وتارة بإسم إستعادة الدولة وتارة بإسم الجنوب وأخرى بإسم مواجهة الحوثي وتارة أخرى بإسم الإصطفاف وأخرى بإسم الحفاظ على وحدة الصف ووحدة الجنوب فما كان من كل ذلك إلا إشباعاً لرغبات أصحاب أجندات التدمير لمقومات عدن البنيوية والطبيعية الجيوسياسية التي أختصها الله بها.
‏فتكونت جماعات ومليشيات وبلاطجة أفقدت عدن لأولى اللبنات لإعادة بناءها ، ضاع الأمن فيها وأختلط الأمر فأصبح البلطجي قائداً والحوفاشي متنمراً  والمدعي متصدراً والفاسد مزهواً والشريف مخفياً ومبعداً أو منفياً.
‏خُنقت عدن وتساقط أهلها في النعوش والفقر والجوع وتهاوت الرؤوس لتصبح عدن المدينة التي سادت ذات يوم وأزدهرت وكانت جوهرة أصبحت مفحمة بإدارة أمراء حرب فحامون يديرونها ممن لا إنتماء لهم وليس لهم علم بطبيعتها الغنية ولا هم لهم إلا بفتات حصتهم من الفيد والغلة فأختنقت عدن بهم وزاد الأمر سوءً.
‏فأتى الزمن الذي يعتقد البعض أن عدن هي مجلس القيادة أو الحكومة أو الإنتقالي أو أو أو 
‏فمارسوا عليها العسف وشدوا الخناق عليها برغم خيرها عليهم جميعاً فهي أم المساكين والمستضعفين والحضن الآمن لجميعهم.
‏جار عليها الزمان بتلكم القيادة التي لها اليد الطولى بتدميرها وإنهاك أهلها فمن المؤسف إن القلة من أبناء حضرموت يحاولوا بقصد أو بغير قصد الإسهام في أجندة خنق عدن متناسين أدوار هذه المدينة العاصمة على الجميع المكلومة اليوم كما يمارس من المتفيدين والمستفيدين ممن حولها بوعي أو بغير وعي في ظل صمت مريب من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأحزاب وتخبط دعاة الوطنية وتمتعهم برفاهية العيش وملذاته التي غُمروا بها ناتج الأجندات وحصدوها من خيرات عدن والجنوب من ناحية أخرى.
‏عدن بحاجة إلى صناعة واقع جديد ينهي كل العبث والفساد اللذين جريا فيها لرفع الضيم عن كاهل الناس لوضع البوصلة في مسارها ، لا نريد إلا أن تعود عدن مدينة مزدهرة مُضاءة تملك قرارها لتستعيد ناصية مجالها في البحر والجو والبر لتنمية قدراتها الإقتصادية وتحافظ على توازنها بإستعادة بنيتها التحتية وكرامة أهلها.