صوت عدن/ تقرير خاص:

كان الإستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر 1967 حدثا تاريخيا عظيما لشعب تطلع الى الحرية والانعتاق من قبضة الإستعمار البريطاني الذي جثم في ارضنا 129 عاما واعلان اقامة الدولة الجنوبية الموحدة لاول مرة في التاريخ الحديث عاصمتها عدن وحدت جنوب اليمن الذي كان ممزقا الى اكثر من 23 إمارة وسلطنة ومشيخة ودويلات هشة في دولة واحدة وكان ذلك الحدث يمثل إنجازا ثوريا وطنيا عبر عن إرادة حرة شجاعة .. ولم ينتزع الاستقلال إلا بتضحيات جسيمة قدمها المناضلون الرواد من الثوار الاوائل تمثلت بقوافل من الشهداء والجرحى بعد كفاح مسلح استمر أربع سنوات منذ إنطلاق ثورة 14 أكتوبر عام 1963 أجبرت المحتل البريطاني الخروج من أرضنا الطاهرة صاغرا ولم يكن ذلك الحدث جلاء كما يروج له المستعمرون الجدد بل استقلالا معمدا بالدماء الزكية.
وقال مراقبون أن الدولة الجنوبية التي أنبثقت عقب الإستقلال مباشرة وما تلى الحدث حافظت على السيادة والكرامة الوطنية والقرار السيادي المستقل ولم تفرط بثوابت ومبادئ واهداف الثورة وحافظت على جنوب اليمن موحدا بوحدة سياسية قوية في اطار الدولة المركزية ذات السيادة ولم تفرط بذرة من رمل الارض ولا بالمواقع الحيوية الإستراتيجية وكانت تمتلك قرارها الوطني السيادي المستقل لم ترضخ لإملاءات اقليمية او خارجية عززت من مكانتها كدولة قوية آمنة مهابة عبرت عن تطلعات مواطنيها ووفرت لهم استقرارا في الخدمات الاساسية وحققت مستوى تعليميا متميزا وضمنت توفير العلاج والتطبيب والتعليم بكل مراحله حتى الجامعي بالمجان ووفرت فرصا للعمل الى جانب انخفاض مستوى الجريمة ووفرت مناخات للعدل والامان والمساواة بين الناس .. لافتين الى ان تلك من اهم المنجزات وانه لا يعني عدم وجود ارتياح للجانب السياسي الذي تخللته بعض المشكلات والعوائق امام التعدد وحرية التعبير.
 *ماذا تبقى من الإستقلال والدولة والسيادة والكرامة والقرار:*
وتساءل مراقبون بشدة قائلين : أنه وبعد 57 عاما من الإستقلال الوطني المجيد واقامة الدولة في جنوب اليمن ماذا تبقى من الاستقلال؟ وإين هي الدولة الجنوبية الموحدة ؟ وإين هي السيادة والكرامة والقرار الوطني المستقل ؟ وإين هي أحلام وتطلعات ومكاسب وحقوق المواطنين في الوقت الراهن؟ ولماذا فرطت النخب السياسية بثوابت ومبادئ واهداف الثورة والإستقلال وانحرفت عن خطى رواد ومناضلي الثورة؟!!.
واوضحوا : ان الصراعات الناتجة عن المؤامرات التي غذتها بعض القوى الاقليمية قد عصفت بالمنظومة السياسية لدولة الجنوب وتوالت تلك المؤامرات باعلان الوحدة الاندماجية الفورية العاجلة مع شمال اليمن وباعلان الحرب على الجنوب في السابع من يوليو 1994 ومن خلالها تم تفكيك كل منظومات الدولة الجنوبية والقضاء على ما تبقى من نخب سياسية وعسكرية وامنية واجتماعية واقصاء كل ما يمت لدولة الجنوب القوية الموحدة.
وأضافوا: اكتمل مخطط تدمير الدولة الجنوبية وفق الاجندة الصهيوأمريكية بايادي بعض الاطراف الإقليمية وذلك عقب تشكيل تحالف دعم الشرعية والذي ظاهره القضاء على الحوثيين المدعومين من ايران وباطنه تمزيق ما تبقى للجنوب من وحدة وسلب قراره الوطني والمساس بالسيادة الوطنية وكرامة المواطنين ونهب الموارد والترواث وتدمير العملة المحلية والاستيلاء على الموانئ والجزر واقامة القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية خدمة للأجندة الصهيونية واغراق الجنوب بالفوضى والمليشيات المناطقية ودعمها ماليا وعسكريا ولوجستيا  والقضاء على كل ما يمت للدولة بصلة مؤسسات مدنية وعسكرية والزج في السجون السرية بكل المعارضين لتلك السياسات المدمرة للجنوب ارضا وانسانا.