صوت عدن/ القدس العربي: 


 بدأت المواجهة اليمنية ضد القوات الغربية بزعامة الولايات المتحدة في البحر الأحمر وباب المندب تتحول إلى حرب حقيقية بسبب استمرارها قرابة السنة واستعمال أحدث أنواع الأسلحة النوعية إلى جانب وجود تخوف غربي من تزويد روسيا للحوثيين بصواريخ المضادة للسفن العسكرية.
ويقود البنتاغون منذ ديسمبر الماضي عملية “حارس الرفاهية” رفقة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا لوقف عمليات الحوثيين ضد السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل وتطور الأمر إلى مهاجمة السفن العسكرية. وتضامناً مع الفلسطينيين، أعلن الحوثيون العام الماضي منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر واشترطوا إنهاء هذه العمليات بوقف حرب الكيان ضد الفلسطينيين.
وبعد مرور عام على انطلاق هذه العملية بدأت تسجل ذروتها هذا الأسبوع بمواجهات خطيرة بين الطرفين.
في هذا الصدد شنت بريطانيا والولايات المتحدة هجمات ضد ما تعتبرها مخازن رئيسية للسلاح اليمني. وما يجعل هذا الهجوم استثنائياً هو استعمال البنتاغون ولأول مرة مقاتلات إف- 35 سي المرابطة على متن حاملة الطائرات أبراهام لنكولن. ويمكن تشبيه هذه العملية بتلك التي جرت خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واستعمل فيها البنتاغون قاذفات ب- 52 لأول مرة كذلك.
وبقدر ما كان الهجوم الغربي استثنائياً، كان الرد اليمني استثنائياً، باستهداف مدمرتين وحاملة الطائرات لنكولن يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، واعترف البنتاغون في اليوم نفسه بالهجوم، حيث قال الناطق باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، إن “المدمرتين “يو إس إس سبروانس” و”يو إس إس ستوكدايل” تعرضتا للهجوم بما لا يقل عن 8 أنظمة جوية غير مأهولة، و5 صواريخ بالستية مضادة للسفن، و3 صواريخ كروز مضادة للسفن”، وأوضح أنه قد تم اعتراض وإبطال الهجوم.
غير أنه لم يعلق على ما قاله الناطق باسم الحوثيين باستهداف حاملة الطائرات لنكولن، ويوجد تساؤل حول هذه النقطة، كما حدث خلال يونيو/ حزيران الماضي عندما تساءلت صحف عسكرية هل نجح الحوثيون في إصابة حاملة الطائرات إيزنهاور.
ويسيطر قلق حقيقي على البنتاغون حيث ستكمل عملية “حارس الرفاهية” السنة خلال الشهر المقبل بدون نتائج تذكر، ويبدو أن الحل العسكري ضد الحوثيين لم ينجح. في الوقت ذاته، يتضاعف القلق نتيجة بدء استعمال الحوثيين صواريخ مجنحة متطورة، بل واستعمال صواريخ فرط صوتية، ولهذا استهدف البنتاغون مخازن السلاح لتدميرها. ويفيد موقع “أوبكس 360” الفرنسي المتخصص في الملفات العسكرية أن روسيا قد تمنح اليمنيين صواريخ ياخونت المضادة للسفن العسكرية والتي تعرف كذلك باسم بي 800 أونيكس. وإذا حدث هذا، فستكون الحرب أمام منعطف حقيقي في هذه الحرب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تعهد بتسليح الحركات المضادة للغرب كرد على دعم الغرب لأوكرانيا.
ويتعجب الخبراء في المجال العسكري كيف انتقل الحوثيون من حركة ذات تأثير في اليمن فقط إلى ممارسة تأثير واسع النطاق على المستوى الدولي، وذلك من خلال منع عدد من السفن المرور عبر البحر الأحمر، وتسببت في تغيير ملموس في الملاحة الدولية، حيث أصبحت الكثير من السفن تفضل المرور عبر جنوب إفريقيا في تجاه أوروبا بدل المغامرة عبر البحر الأحمر.
ونظراً لخطورة الأمر، اعترف قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، خلال مارس/ آذار الماضي، أن العمليات ضد الحوثيين “أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، سفننا الحربية منخرطة في القتال. وعندما أقول منخرطة في القتال، فهذا يعني أننا نطلق النار عليهم، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد عليهم”. وهذا كان الوضع في مارس/ آذار الماضي، فكيف سيكون الوضع عليه الآن بعد استعمال صواريخ مجنحة وفرط صوتية.
ومن المفارقات الكبرى، هو أن البنتاغون استعد في الماضي لمواجهة الاتحاد السوفياتي على الممرات المائية الاستراتيجية، والآن مع روسيا وغداً مع الصين، لكن يجد نفسه في آخر المطاف في مواجهة حركة عسكرية مثل الحوثيين.

  ه