صوت عدن / وكالات : 

تشهد مناطق "أنصار الله" والبحر الأحمر تصعيدا متدرجا بين قوات الجماعة اليمنية والقوات الأمريكية حيث تستهدف صنعاء السفن الأمريكية وغير الأمريكية المتجهة إلى إسرائيل تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة.
ووصل التصعيد إلى درجات أعلى وأخطر بعد قيام "أنصار الله" باستهداف حاملة الطائرات الأهم في البحرية الأمريكية "أبراهام لنكولن" وعدد من القطع البحرية أثناء عبورها من باب المندب.
ووفقا للاعتراف الأمريكي استمرت العمليات لما يقارب الـ8 ساعات استخدمت فيها "أنصار الله" عددا من الصواريخ الباليستية والكروز والطيران المسير وغيرها من المقذوفات، في ذات الوقت الذي اعترف فيه البنتاغون بالعملية قلل من تأثيرها على البحرية الأمريكية.
فهل يفتح استهداف "أنصار الله" لحاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" في البحر العربي الباب نحو مرحلة أكثر خطورة من التصعيد في المنطقة؟
بداية يقول أكرم الحاج المحلل السياسي اليمني: "إن العمليات التي نفذتها القوة الصاروخية والمسيرة اليمنية ضد حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن، هي عمليات نوعية تأتي في وقت حرج خاصة بعد الانتخابات الأمريكية وعودة ترامب للبيت الأبيض مرة ثانية، علاوة على المعارك التي تدور في لبنان وغزة، خاصة بعد إعلان إسرائيل دخول المرحلة الثانية من العمليات العسكرية البرية في لبنان".
عمليات نوعية:
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن كل الأنظار تتجه إلى هذه العمليات النوعية في البحر الأحمر والعربي، والتي نفذت عن طريق القوة الصاروخية والطيران المسير الذي انطلق من الأراضي اليمنية تجاه حاملة الطيران الأضخم في البحرية الأمريكية واستهداف مدمرات بحرية أخرى، ما يعطي رسائل واضحة عما وصلت إليه القدرات العسكرية والتقنيات في اليمن".
وتابع الحاج: "إن مهاجمة مدمرات وحاملة طائرات أمريكية في البحر العربي يؤكد أن قوات صنعاء لديها المقدرة والاستطاعة أن تستهدف بوارج حربية وتهدد الملاحة في البحر الأحمر على المستوى العسكري، وليس فقط على المستوى الملاحي الاقتصادي في منع السفن الذاهبة للعدو الإسرائيلي، بل قادرة أن تهاجم تلك الأساطيل التي تتواجد ومنها القوات الأمريكية".
اعتراف أمريكي:
وأشار المحلل السياسي إلى أن "مثل هذه العمليات توحي بأن صنعاء لديها المقدرة في التعامل مع هكذا عمليات، هذا ما أكدته القوات الأمريكية في البحر الأحمر وهو الأسطول الخامس والذي اعترف بالعمليات، إلا أنه نفى أن تكون تلك القوات قد لحقت بها أي أضرار نتيجة الاستهدافات من جانب قوات صنعاء، لكنها عادت وأكدت على نوعيات الصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيرة التي استهدفت قواتهم في البحر الأحمر".
وحول ما يمكن أن تكون عليه العمليات العسكرية من جانب "أنصار الله" في اليمن والرد الأمريكي يقول الحاج: "على ما يبدو ستكون العمليات أكثر حدة وعددا، وأن قادم الأيام تُوحي بأنها سوف تشهد صلف الرئيس الأمريكي الجديد ترامب وعلى ما يبدو أنه سيكون اليد الطولى وهو المعهود ولائه لإسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، حيث تتجه الأنظار الآن إلى ما هو قادم، خاصة بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية".
ترامب واليمن:
وأكد الحاج أن "سياسة الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته السابقة والقادمة، سوف تتسم بنفس الغطرسة والولاء والدعم المطلق للصهيونية، خاصة وأنه هو صاحب مقترح صفقة القرن، ناهيك عن معترك الضفة الغربية وإعلان إسرائيل نيتها ضمها، كل هذه المعطيات وغيرها ستجعل من منطقة الشرق الأوسط وخاصة فلسطين منطقة محتدمة وكل الخيارات مفتوحة وكل السيناريوهات متوقعة".
ويعتقد المحلل السياسي أن "الموقف اليمني سيكون أكثر صلابة وحجة ووضوح في مسألة التعامل مع كل ما هو ذاهب إلى إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واليوم المطلوب أيضا هو صحوة الأنظمة العربية سواء كانت الخليجية أو غيرها في كيفية التعامل مع ما هو قادم".
واختتم الحاج بقوله: "أعتقد أن صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية حتى الآن، هى خطوات جادة في تحييد القوات الإسرائيلية المحتلة في جنوب لبنان، كل هذه المعطيات تتطلب الموقف العربي الواحد الموحد في مسألة كيفية التعامل مع القادم، خاصة وكل المؤشرات وكل المعطيات تبشر بأن أشياء وسيناريوهات سوف تدور في المنطقة، وستكون الأراضي الفلسطينية هي المستهدفة، كما يتطلب الواقع الآن أن تكون كل الأنظار والأيادي العربية بكفي رجل واحد في مسألة التعامل مع القادم، والقادم على ما يُرجح بواسطة الرئيس الأمريكي ترامب لن يكون في وضع أحسن، بل أنه سيكون أكثر سوء".
رسائل صنعاء:
وفي المقابل يقول عبدالعزيز قاسم القيادي بالحراك الجنوبي اليمني: "إن استهداف الحوثيين (أنصار الله) لحاملة الطائرات الأمريكية في البحر العربي لا يفتح الباب لمرحلة جديدة من التصعيد فحسب، بل سيضاعف من حدته بين الجانبين، خاصة وأن هذه العملية استهدفت أهم ما في القوة العسكرية البحرية، التي يعتمد عليها الجانب الأمريكي للحفاظ على مصالحه ومركزه كقوة عظمى".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "العملية التي نفذتها قوات أنصار الله ضد حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) ومدمرات بحرية أخرى في البحر العربي كانت مركزة ودقيقة ونوعية ما يعني أن الخيارات المتاحة مرشحة لمزيد من العمليات العسكرية التي قد تدخل فيها أسلحة أكثر نوعية وتطورا مما استخدم في هذه العملية وستشمل المنطقة برمتها وإلى أبعد مدى تتواجد فيه القوات الأمريكية".
وأشار قاسم إلى أن "هذه العملية وتوقيتها بالتزامن مع انعقاد القمة الإسلامية غير الاعتيادية ونتائج الانتخابات الأمريكية يفسر أن الرسالة التي أراد الحوثيين إيصالها، تحمل رسائل متعددة الجوانب والاتجاهات، وبالطبع هذه العملية ستُبقي على الأبواب مُشرعة لمزيد من التصعيد وتوسع دائرتها على المنطقة بالكامل".