أهالي عدن بين مطرقة التجويع المذل وسندان الفقر المدقع .. نكتب ولا نجد من يحاسب هوامير الفساد المدمر لعدن؟!
صوت عدن / تقرير خاص:
تتفاقم الأوضاع المعيشية في عدن وتزداد سوءا كل يوم وبات توفير أبسط متطلبات الحياة اليومية أشد صعوبة ومشقة فيما أصبح الكثير من المواطنين يعيشون على وجبة واحدة من أبسط الماكولات التي تطبخ في البيوت لسد رمق الأطفال والعائلات باتت مثقلة بالهموم المعيشية القاسية والمأساوية في ظل تدني الرواتب التي أنخفضت قيمتها مع إرتفاع قيمة العملات الأجنبية والإنهيار الكارثي المتواصل للعملة الوطنية .. أنه وضع أليم لم تشهد عدن مثيلا له في اي مرحلة سابقة طوال تاريخها الطويل حيث كانت مدينة آمنة مزدهرة تعيش وضعا مقبولا من الرخاء والإنتعاش الإقتصادي والأمان.
وقال مراقبون للاوضاع المعيشية المزرية في عدن هذه الأيام أن الصحافة الحرة بشكل عام ومنها موقع "صوت عدن" الإخباري قد كتبت عن الوضع المعيشي المأساوي الذي بعيشه أهالي عدن وقد ملت الصحافة من هول ما كتبت عن تلك المعاناة القاسية إلا إنه من المؤسف لا نجد جهة مسؤولة نزيهة تقوم بواجبها بمحاسبة هوامير الفساد المدمر لعدن في ظل سلطات تدير المدينة بالفساد والنهب والعبث والبلطجة والمليشيات والتغييب القسري للنظام والقانون.
واكدوا أن أهالي عدن المغلوب على أمرهم أصبحوا اليوم بين مطرقة التجويع المذل وسندان الفقر المدقع حيث فقد المواطن العدني كرامته ولم يعد بمقدوره توفير تكاليف علاج طفله أو أحد من أفراد أسرته في ظل إرتفاع تكاليف العلاج فيما هناك من يموت ولم يستطع توفير أبسط متطلبات العلاج في ظل وضع معيشي وإقتصادي كارثي وكذلك الحال بالنسبة لعجز الكثير من مواطني عدن عن توفير متطلبات ومستلزمات الدراسة حتى أصبح اليوم التسرب من المدرسة ظاهرة أكثر إنتشارا وتهدد الآمن التعليمي للمدينة في ظل تخلي الحكومة عن إلتزاماتها مع مواطنيها الذين يتضورون جوعا وفقرا وباتت مدينتهم على شفا مجاعة كارثية وشيكة.
واوضحوا مؤكدين أن هوامير الفساد والعبث والنهب وقيادات ومسؤولي سلطات الأمر الواقع في عدن مدنيين وعسكريين ومن حولهم من المحسوبين والمطبلين هم وحدهم من يعيش الرخاء والإنتعاش الإقتصادي والمعيشي ليلزموا الصمت المخزي ولا يستشعروا معاناة غالبية المواطنين ويصورون للرأي العام الخارجي بأن كل شيء في عدن على ما يرام للاستهلاك الاعلامي بينما يعيش العدنيون في مدينتهم المنكوبة كل صور البؤس والفقر والجوع وظروف الحاجة القاسية والمأساوية في ظل غياب كامل للنخب السياسية والنقابية التي لم تستطع القيام بواجبها بتحريك الشارع العدني للإنتفاض على تلك السلطات العابثة أما لخوفها من البطش والتنكيل والتغييب القسري في السجون السرية وإما لتواجد بعضها داخل المعتقلات لسنوات طويلة وبات مصيرها مجهولا وأما التخلص من بعضها بالتصفيات الجسدية بظروف غامضة لتفقد عدن مصادر قوتها وتعيش وضع الاذلال المهين بكل أسف.