مراقبون: في الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر .. الجنوب من الدولة الموحدة القوية إلى جنوب يتهاوى نحو التقسيم المناطقي وفقدان خطير للسيادة والقرار
صوت عدن/ تقرير خاص:
قال مراقبون ان ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي أنطلقت من قمم جبال ردفان الشامخة عام 1963 ضد الإحتلال البريطاني مثلت حدثا ثوريا مهما في التاريخ الحديث وشكلت منعطفا حاسما نحو التحرير وانتزاع الإستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر عام 1967 بعد كفاح مسلح واسع هز الأرض من تحت أقدام المحتل البريطاني.
واوضحوا ان ثورة 14 أكتوبر المجيدة هيأت الظروف الملائمة للإنتقال الى مرحلة جديدة من النضال الجسور الذي شاركت فيه مختلف القوى والمكونات السياسية والإجتماعية والثقافية والمرأة وحددت الأهداف والمبادئ التي شكلت الثوابت الوطنية وحددت المسار لقيام دولة جنوبية قوية وموحدة عاصمتها عدن كاملة السيادة وتمتلك بيدها قرارها المستقل لا تخضع لوصاية ولا تقبل التبعية.
واعربوا عن الأسف أن تتعرض أهداف وقيم ومبادئ وثوابت ثورة 14 أكتوبر المجيدة لمحاولات عابثة لحرفها عن مسارها الوطني وبات الجنوب يتشظى من الدولة القوية الموحدة ويتهاوى نحو التقسيم المناطقي وفقدان السيادة والكرامة والقرار بشكل يهدد وجوده وإستقلاله وثرواته ومقدراته وأمنه وإستقراره وكرامة مواطنيه.
واكدوا أن التواجد السعودي والإماراتي في ما يسمى بتحالف دعم الشرعية قد الحق ضررا فادحا بالشرعية وأفقدتها شرعيتها وقرارها المستقل .. لافتين إلى أن التحالف السعودي والإماراتي قد أصبح يمثل إحتلالا للجنوب حيث أتبع من نشأته سياسة خبيثة دمرت المؤسسة العسكرية والأمنية وأقام ميليشيات عسكرية وأمنية مناطقية وشجع النعرات القبلية والمناطقية ومزق النسيج الإجتماعي ودمر العملة الوطنية وأغرق الجنوب بالفوضى والأزمات والصراعات والمعاناة الإنسانية وإنتهاك حقوق الإنسان والزج بالمعارضين لتلك السياسات الإحتلالية في السجون السرية لإسكاتها بشكل تعسفي.
واكدوا أن السعودية والإمارات قد أستولوا وأحتلوا الجزر الحيوية الإستراتيجية والموانئ والمطارات وأقاموا قواعد عسكرية في تلك الجزر والموانئ والمحافظات تخدم الأجندات الصهيونية والأمريكية والبريطانية ونهبوا الثروات والموارد والمقدرات بشكل بات يهدد سيادة الجنوب وينتهك سلامة أراضيه.
وخلصوا إلى أن الإحتفاء بالذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة في هذه الظروف التي يمر بها الجنوب مدعاة للأسى في مرحلة أصبح فيها الجنوب ممزقا ويعاني من إحتلال غاشم في ظل إنقسام سياسي خطير غير مسبوق وولاءات إقليمية عميقة وغياب النخب السياسية الجنوبية الوطنية الفاعلة الحريصة على وحدة الجنوب وسيادته وتماسكه وسلامة أراضيه في ظل إنقسام واضح غابت فيه المصلحة العليا للجنوب الذي يتعرض اليوم لمؤامرة خبيثة تستهدف وجوده.