بعد 62 عاما .. من سبتمبر الجمهورية إلى سبتمبر الإمامة: ما الذى جرى لتسقط الثورة في براثن الإنقلاب الحوثي؟!!
صوت عدن | تقرير خاص:
قال مراقبون أنه بعد 62 عاما من عمر الثورة اليمنية 26 سبتمبر تمر المناسبة بمرحلة فارقة ومنعطف خطير وذلك منذ عشر سنوات عندما شنت جماعة الحوثيين انقلابا وسيطرت على معظم المحافظات الشمالية واقامت نظامها الخاص بتشكيل حكومة وتنصيب عبدالملك الحوثي قائدا لها ومنحه صفة غير معلنة هي المرشد لتسير الجماعة على خطى داعمها وممولها الرئيسي إيران.
واضافوا ان ثورة 26 سبتمبر 1962 التي مثلت حدثا ثوريا مهما في التاريخ الحديث أنبثق عنها نظاما جمهوريا على أنقاض الحكم الإمامي السلالي الكهنوتي الذي جثم فوق صدور اليمنيين اكثر من تسعة قرون وادخل اليمن في عزلة مقيتة عانى خلالها ويلات الاستبداد والارهاب والفقر والمرض والجهل بكل اشكالها المخيفة فيما مثلث الثورة السبتمبرية حلم اليمنيين في الانعتاق والحرية وبناء يمن جديد بمؤسسات دستورية ونظام حكم ديمقراطي تعددي يرسي أسس العدل والمساواة ويحقق التنمية والرخاء والامن والاستقرار تلك كانت مجرد احلام مشروعة سكنت عقول ووجدان اليمنيين.
واوضحوا ان عشر سنوات منذ سقوط الثورة والجمهورية في براثن الانقلاب السلالي المدعوم إيرانيا والتحول من 26 سبتمبر الثورة والجمهوربة الى 21 سبتمبر الامامة والكهنوت لم يكن حدثا وليد اللحظة ليحدث ذلك الانكسار الاليم الذي ما كان له ان يحدث لولا ان هناك تحديات خطيرة عصفت بالثورة والجمهورية عقب السنوات الاولى لإنطلاقها لاسيما عند انقلاب الخامس من نوفمبر الذي مكن مخلفات الامامة من التوغل داخل النظام الجمهوري والعمل بخطى حثيثة على تمزيقه وتشتيته والقضاء على قواها وعناصرها المؤمنة بالثورة والجمهورية وتمكين الخلايا الامامية من تحمل مناصب ومسؤوليات في كل اجهزة الدولة الفتية المدنية والعسكرية والأمنية وتصفية قوى الثورة والجمهورية على مدى عقود من التخريب والتمزيق في ظل صمت المكونات والشخصيات الثورية والوطنية التي تماهى بعضها فيما لزم البعض الصمت حيال ذلك الانقلاب الذي اعدت له العدة خلال عقود وبرعاية اقليمية ودولية.
واكدوا ان ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري تعرضا لمؤامرات اقليمية نفذتها أدوات محلية للإنقضاض عليهما وتفريغهما من المحتوى الوطني واكتملت المؤامرة باغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وبعد مخاض اليم صعد علي عبدالله صالح رئيسا لثلاثين عاما ليقيم نظاما هشا حشر فيه المقربين من قبيلته وعائلته والقوى المعادية للثورة والجمهورية وختم مسيرته العابثة بتسليم الدولة للحوثيين وفقا لمخطط وتنفيذا لأجندة اقليمية وخارجية ليقضي على احلام اليمنيين بوطن قوي وامن ومزدهر ليدشن مرحلة جديدة من النظام السلالي الكهنوتي المدعوم إيرانيا والذي اصبح أمره مستفحلا تحول قوى عالمية كبرى دون القضاء عليه قبل ان يستفحل وجوده .. متسائلين كيف يمكن لليمنيين اليوم ان يستعيدوا دولتهم وثورتهم ونظامهم الجمهوري الذي سقط في براثن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا وتوفرت له كل عوامل القوة ليبقى جاثما فوق صدورهم في ظروف تعجر فيها الشرعية بكل مكوناتها السلبية ان تتحمل مسؤولية القضاء على تلك المليشيات وذلك لفقدانها القرار الوطني المستقل وعدم إمتلاكها الإرادة الحرة الشجاعة فهي مجرد أدوات لا حول لها ولا قوة.