صوت عدن/ تقرير خاص :

تم في العاصمة المؤقتة عدن السبت الاعلان عن اشهار الإتحاد الجنوبي للنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد الذي بات متاصلا ومتفشيا في عدن وغيرها من محافظات الجنوب التي تعاني من وطأة هوامير الفساد السياسي على الساحة الوطنية وفي غياب الكفاءات وعناصر النزاهة وبعيداً عن الشراكة اليمنية الشرعية.
لقد عقد مؤتمر الاشهار بتكاليف باهظة تم الانفاق عليه بمئات الملايين من الريالات اليمنية وهو ما يكشف بجلاء أن احتفالية الاشهار تمثل اولى مظاهر الفساد وتوضح بجلاء الافتقاد للنزاهة .. كما أن تلك الأموال كانت كفيلة بتوفير الحد الأدنى من الوقود التي تحتاجها محطات توليد الكهرباء بعدن والتي تشهد انطفاءات تستمر لساعات طويلة في ظل صيف حار وساخن ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية فيما يصرف الانتقالي وبسخاء وبلا حدود من أموال عدن الضريبية لأشهار اتحاد يغطي فساده وعبثه ونهبه لموارد وايرادات ومقدرات عدن المالية وذلك هو الفساد الأول الذي ينبغي مكافحته وتجفيف منابعه بقوة القانون ومؤسسات الدولة الفاعلة المعنية.
وكشفت مصادر بأن قيادات الاتحاد سيتم اختيارها بالتزكية ضمن قائمة مركزية صادرة من المجلس الانتقالي وليست منبثقة عن كفاءات نزيهة وشفافة وانما يأتي تزكيتها لتكون معولا بيد قوى الفساد والعبث المتاصلة والمسيطرة على عدن ومحافظات الجنوب الرازحة تحت هيمنتها.
وتساءلت كيف يمكن أن يكون لذلك الاتحاد المنبثق عن المجلس الانتقالي سلطة في محاربة الفساد الذي هم بالأساس صناعه وأبرز رموزه وهواميره؟ .. لافتة إلى أن إنشاء ذلك الإتحاد غير الشرعي يشكل تعارضا مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي ترأسها القاضية أفراح بادويلان وهي هيئة رسمية مستقلة ضمن مؤسسات الدولة الشرعية ما يشير إلى أن المجلس الانتقالي يؤسس لكيانات غير نظامية كما أسس مليشياته الأمنية والعسكرية لتكون قوة مسلحة في مواجهة القوات المسلحة الشرعية وبالتالي إغراق المحافظات المحررة بالفوضى وإدخالها في انفاق مظلمة تنعكس تداعياتها سلبا على الأوضاع المزرية التي تشهدها منذ أكثر من ثماني سنوات.
وابدت استغرابها بشأن تأسيس ذلك الإتحاد في ظل وجود هيئة رسمية معنية بمكافحة الفساد .. مؤكدة بأن المجلس الانتقالي الشريك الأساسي في الحكومة الشرعية اليمنية ما يزال يلهث بحثاً عن مزيد من المناصب لتوطين عناصره وأفراده بها دون الاكتراث بمعاناة المواطنين المعيشية والاقتصادية والخدماتية والإنسانية المأساوية في الوقت الذي يعلن فيه بأنه الحامل الأمين والوحيد للقضية الجنوبية وذلك هو الانفصام الحقيقي في شخصية الانتقالي أن يكون لديه وجهين مختلفين في آن واحد وخطابين متعارضين يبيع من خلالهما الوهم لشعب الجنوب الذي بات يعرف اكثر من اي وقت مضى بأن الانتقالي يبحث عن مكاسب شخصية من خلال مشاركته بالحكومة اليمنية الشرعية واستحداث مؤسسات لا تمت لتلك الشراكة بصلة غير أنه يعمق المعاناة ويتخذ من تفعيل الأزمات وسيلة للحفاظ على سيطرته وهيمنته التي ضاق منها شعب الجنوب التواق لحياة كريمة ولم يجد غير الإذلال والهوان في أرضه التي باتت سيادتها تحت الهيمنة الإقليمية والخارجية.