203 يوم من الصمود البطولي
203 يوم من الصمود البطولي
علي ناصر محمد
بعد مرور 203 أيام على الحرب الوحشية على غزة والمدن الفلسطينية لا يزال الشعب الفلسطيني صامداً بوجه جيش الاحتلال الاسرائيلي، الذي يتعرض لهزيمة استراتيجية مدوية بدليل استقالة عدد من قياداته الامنية والعسكرية وعلى رأسهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في حين من المتوقع أن يتم الاعلان عن استقالة مزيد من المسؤولين الكبار في الجيش الذين اثبتوا فشلهم في حربهم على الشعب الفلسطيني الصامد على مدى سبعة أشهر في أرض لا تزيد مساحتها عن 360 كم مربع، فلم يشهد تاريخ الشعوب والحروب في العالم مثل هذا الصمود البطولي.
واذا سقطت غزة لو قدّر الله فإنها لن تكون نهاية للحرب بل ستكون بداية لحرب طويلة الامد وصراع في المنطقة يؤدي الى عدم الاستقرار وسيدفع الجميع الثمن على المستوى العربي والدولي لأن المشروع الصهيوني لن يتوقف على حدود غزة والمدن الفلسطينية بل هو إقامة دولة صهيونية من النيل الى الفرات كما يدعون.
ولكننا واثقون أن الشعب الفلسطيني الصامد والصابر منذ 75 عاما سينتصر عاجلاً ام آجلا مهما طال الزمن وغلي الثمن لاستعادة أرضه المغتصبة كما انتصر الفاتح صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الذين استمروا لأكثر من 200 سنة في المنطقة وذلك بتحرير المسجد الاقصى وهزيمتهم.
إن التعنت الاسرائيلي في المفاوضات واللجوء الى الحل العسكري وممارسة القتل والتدمير للأحياء السكنية والبنية التحتية في غزة والمدن الفلسطينية وقطع الماء والكهرباء والدواء اعتقاداً من نتنياهو وجنرالاته المجرمين أنهم سيتمكنون من الحسم العسكري والقضاء على المقاومة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته مستغلين الدعم الاميركي والغربي اللا محدود مع أن مصالحهم الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية هي مع العرب وليس مع الكيان الصهيوني الذي هو عبء عليهم، اضافة الى الموقف العربي والاسلامي المتخاذل، هذا التعنت لن يؤدي الا لهزيمتهم والى انتصار الشعب الفلسطيني الذي يحظى بتأييد الراي العام العالمي وخاصة ما نشهده من مظاهرات طلابية في الجامعات الاميركية والفرنسية وغيرها المطالبة بوقف حرب الابادة على غزة ووقف تصدير الاسلحة الى اسرائيل ونحن اذ نحيي الرأي العام العالمي على موقفه المتضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد في وجه قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني
الشفاء العاجل للجرحى
جمعة مباركة