الحصبة تشكل تهديداً وشيكاً بعد تعطيل برامج التحصين وترك ملايين الأطفال عرضة للإصابة
صوت عدن/ تقرير:
اشجان المقطري
إن الحصبة هي واحدة من أكثر الفيروسات المعدية للإنسان ولكن الوقاية منها بالكامل تقريباً من خلال التطعيم .. وتشكل الحصبة في اي مكان تهديدا في حيث يمكن للفيروس أن ينتشر بسرعة إلى مجتمعات متعددة وعبر الحدود الدولية .. لم يحقق أي إقليم تابع لمنظمة الصحة العالمية القضاء على الحصبة واستدامته.
يقول الدكتور خالد عبدالباقي فارع مدير مكتب الصحة العامة والسكان في مديرية التواهي: أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال غالبًا وقد يسبب حدوث مضاعفات شديدة الخطورة .. لافتاً إلى هناك مسميات أخرى للمرض وهي بوحمرون .. والأسباب هي:
تحدث بسبب انتقال فيروس الحصبة إلى الجسم.
واضاف : فترة الحضانة لمدة ١٠ -١٢ يومًا من التعرض للفيروس بعدها تبدأ أعراض الحصبة بالظهور.
وعن طرق انتقال المرض يقول الدكتور خالد: يعيش الفيروس في أنف وحنجرة الشخص المصاب ولهذا فإنه ينتقل إلى الآخرين عن طريق رذاذ السعال أو العطاس المحمل بالفيروس كما يمكن لهذا الرذاذ أن يهبط على الأسطح ويبقى الفيروس نشطًا (معديًا) لمـدة تصـل إلـى سـاعتين وبالتالي فإنه يمكن للشخص السليم اكتساب العدوى عن طريق لمس تلك الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو فرك العين .. ويمكن نقل الفيروس إلى الآخرين من بداية فترة الحضانة إلى اليوم الرابع من ظهور الطفح الجلدي.
وعن عوامل الخطورة يقول الدكتور خالد عبدالباقي:
• عدم أخذ لقاح الحصبة.
• ضعف المناعة.
• نقص فيتامين (أ).
• السفر إلى البلدان الموبوءة بالحصبة.
وحول المراحل والأعراض يشير الدكتور خالد عبدالباقي قائلاً: تحدث العدوى في مراحل متتابعة على مدى فترة تراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وقال : مرحلة بداية ظهور أعراض وعلامات غير محددة:
تبدأ الحصبة عادة بحمى خفيفة إلى معتدلة وغالبًا ما تكون مصحوبة بسعال مستمر وسيلان الأنف والتهاب الملتحمة والحلق وقد تستمر هذه الاعراض ليومين إلى ثلاثة أيام.
مرحلة المرض الحاد والطفح الجلدي : يبدأ ظهور الطفح الجلدي ويكون عبارة عن بقع حمراء صغيرة وتبدأ بالظهور في الوجه وخاصة وراء الأذنين وعلى حدود الشعر ثم يبدأ بالانتشار في الذراعين والجذع ثم فوق الفخذين إلى أن يصل للساقين والقدمين ليغطي أغلب مناطق الجسم وخلال مرحلة انتشاره ترتفع درجة حرارة الجسم ارتفاعاً حاداً حيث تصل إلى ٤٠ – ٤١ درجة مئوية.
يتلاشى الطفح الجلدي تدريجيًا ابتداءً من الوجه وانتهاءً بالفخذين والقدمين.
ويقول الدكتور خالد عبدالباقي متى تجب رؤية الطبيب؟
عند التعرض لشخص مصاب أو ظهور طفح جلدي وكذلك عند الشك بظهور الأعراض.
أما عن المضاعفات فقال:
• التهاب الأذن الوسطى (وهو الأكثر شيوعًا).
• الإسهال.
• التهاب الرئة.
• التهاب الدماغ.
• مشاكل في الحمل: الإجهاض أو الولادة المبكرة.
• انخفاض عدد الصفائح الدموية (نقص الصفيحات).
وحول التشخيص يقول الدكتور خالد : الفحص السريري : يمكن للطبيب عادة تشخيص الحصبة استنادًا إلى الطفح الجلدي المميز للمرض وكذلك بظهور بقع بيضاء صغيرة مزرقّة داخل الفم على بطانة الخد وتسمى (بقع كوبليك).
وحيث أن الحصبة هي عدوى تصيب وهي واسعة الانتشار من قبل فإنه يمكن الوقاية منها الآن باللقاح في كل الأحوال تقريبًا.
ويُطلق على الحصبة أيضًا الروبولا وتنتشر بسهولة وقد تكون من الأمراض الخطيرة أو حتى المميتة في حالة الأطفال الصغار . ورغم انخفاض معدلات الوفيات في جميع أنحاء العالم مع تلقي عدد أكبر من الأطفال للقاح الحصبة فلا يزال المرض يتسبب في وفاة أكثر من 200 ألف شخص سنويًا معظمهم من الأطفال.
واضاف قائلاً : ظهرت بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح أو لم يكونوا يعلمون ما إذا كانوا قد تلقوا اللقاح أم لا . ووجد القرآن يعلمنا لقوله: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9].
ويقول الدكتور خالد عن اللقاح: يلقح فيه الفقير والغني وابن الملك وابن الرئيس وأبناء المسؤول فهذا اللقاح ليس لطبقة محددة من شرائح المجتمع بل كل الفئات المجتمعية يأخذون نفس اللقاح غير الأدوية.
واضاف الدكتور خالد قائلاً : كل واحد يأخذ الأدوية للشركة التي يريدها لكن اللقاح يصنع تحت معايير محددة ومصانع محددة لا تتجاوز المصنعين الثلاثة للمصانع الذي تصنع في العالم.
وقال : اللقاحات مصرحة عالمياً حيث أن كل الفئات العالمية تستعمل نفس اللقاح كما تحدثنا مسبقاً.
ويقول الدكتور خالد : أما بخصوص المنشور الأخير المتداول بين الناس عن طريق التواصل الاجتماعي بأنه يوجد فرق تطعيم كنزول إلى المدارس وتطعيم الأطفال إجباريا طبعا تم النزول من قبلنا في مديرية التواهي إلى جميع المدارس التي يتداول فيها الخبر.
وقابلنا مدير التربية والتعليم وكذلك مدراء المدارس والمدرسين وتبين لنا بأن هذا الخبر او الشائعات لا أساس لها من الصحة بتاتاً .. نحن عندما تكون هناك حملة تطعيم يكون هناك توجيهات رسمية من وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتب الصحة و يتم إشعار أولياء الأمور مسبقاً وكذلك يتم إشعار عقال الحارات وأئمة المساجد وجميع الجهات كي يشعروا كل الفئات المستهدفة ويتم أشعارهم قبل الحملة بأيام بأن هناك حملة تطعيم.
وفي ختام كلمته قال الدكتور خالد : الوقاية خير من العلاج كلمة دارجة على لسان العامة يحفظها الصغير ويشب عليها الكبير وينظر معناها المثقف. الوقاية هي تجنب الضر بالاحتماء النافع وعدم تضرر الغير .. وفي الاخير نقول: " الطريقة الوحيدة للوقاية من هذا المرض هو التطعيم.
فالطفل الملقح لو أصيب بالحصبة يبقى فيه طفح ٣ - ٥ ايام ويروح منه ويرجع طبيعي حتى ما يجيبوه للمستشفى وما يحتاج اي علاجات غير خافض للحرارة.
وأشار بينما الطفل غير الملقح قد يدخل بمضاعفات خطيرة وهذا الذي نشوفه الان ، فالحصبة منتشرة بعدد كبير.
واضاف الدكتور خالد : حرص الأسرة والمجتمع على أخذ اللقاح في الوقت المحدد دليل على وعيهم وحبهم لاطفالهم وحفاظا على حياة الآخرين.
وفي ختام كلمته قال: نتمنى عدم الانصياع إلى الإشاعات التي تقول بأن التطعيم فيه مواد سامة أو ضارة أو أن الأجانب يريدون التقليل من التعداد السكاني في الدول العربية ، فإذا كان الأجانب يفكرون في هذا الجانب ليس الحل الوحيد لهم هو اللقاح بل هناك عدة وسائل وعدة أشياء كالمواد الغذائية المستوردة من برع وليس اللقاح الذي هو متواجد من زمان أجدادنا ويدعون بأن اللقاح يسبب الأمراض والعقم هذه مجرد شائعات وليس لها أساس من الصحة . للعلم الأجانب يدعمنا في اللقاحات ليس حبآ فينا بلا خوفاً على أنفسهم بأن يصل المرض اليهم .. ولهذا ننصح جميع الآباء والأمهات ونقول لهم بأن اللقاح في الوقت المحدد هو الحل الوحيد للوقاية من الأمراض المنتشرة .. اللقاح معمول تحت معايير محددة واختبارات عالية الجودة.