حل لغز ظهور "الجنيات" في إفريقيا
صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:
حيرت دوائر غريبة تسمى "دوائر الجنيات" منتشرة في الأراضي القاحلة في ناميبيا وأستراليا، العلماء لعقود من الزمن، لكن دراسة جديدة قد تحل غموض هذه الظاهرة أخيرا.
وحتى الآن، لم يتم وصف الأنماط الدائرية الغامضة للتربة العارية المحاطة بالنباتات التي تنتج حلقات من النباتات إلا في ناميبيا وأستراليا.
لكن الدراسة الجديدة أجرت تقييما عالميا جديدا للظاهرة، وأحصت 263 موقعا يمكن العثور عليها فيها منتشرة عبر ثلاث قارات و15 دولة. ويمكن لهذه المعلومات الجديدة أن تساعد العلماء على معرفة أسبابها، وهو سؤال يصعب الإجابة عليه بشكل مدهش.
وقال الفريق الذي يضم باحثين من جامعة أليكانتي (UA) في إسبانيا، إنه تم اقتراح نظريات متعددة على مدى العقود الخمسة الماضية لتفسير تكوينها، لكن البعد العالمي لهذه الظاهرة ظل بعيد المنال.
واستخدمت الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة PNAS، الذكاء الاصطناعي لتصنيف صور الأقمار الصناعية، وحصلت على 263 موقعا يضم أنماطا مشابهة لـ"دوائر الجنيات" حتى الآن.
ووجد التحليل هذه البقع في أماكن مثل الساحل والصحراء الغربية والقرن الإفريقي ومدغشقر وجنوب غرب آسيا ووسط أستراليا، ما يشير إلى أن الدوائر الغامضة "أكثر شيوعا بكثير مما كان يعتقد سابقا".
وأوضح إيميليو جيرادو، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أريزونا: "إن تحليل آثارها على عمل النظم البيئية واكتشاف العوامل البيئية التي تحدد توزيعها أمر ضروري لفهم أسباب تكوين هذه الأنماط النباتية وأهميتها البيئية بشكل أفضل".
ووجد العلماء أن الجمع بين بعض خصائص التربة والمناخ، مثل انخفاض محتوى النيتروجين ومتوسط هطول الأمطار الذي يقل عن 200 ملم في السنة، يرتبط بوجود "دوائر الجنيات".
وأضاف خايمي مارتينيز فالديراما، وهو مؤلف مشارك للدراسة: "لقد أخذت هذه الدراسة في الاعتبار متغيرات متعددة لم يتم أخذها في الاعتبار حتى الآن، مثل العاكسية (الوضاءة أو البياض وهي قدرة جسم ما على عكس الضوء الساقط عليه من مصدر ضوئي كالشمس) أو حالة طبقات المياه الجوفية".
وأشار الدكتور مارتينيز فالديراما: "هذا عامل مهم بشكل خاص، لأن الاستخدام المكثف للمياه الجوفية في المناطق القاحلة حول العالم، بما في ذلك الصحاري، يمكن أن يزعج هذه التكوينات".
والنتائج الجديدة، وفقا للعلماء، تفتح أيضا الباب للبحث حول ما إذا كانت هذه الأنماط على التربة يمكن أن تكون مؤشرات على تدهور النظام البيئي مع أزمة المناخ.
ومن خلال الدراسة، أتاح العلماء قاعدة بيانات يمكن أن تكون مفيدة في تحديد ما إذا كانت أنماط النباتات هذه أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ والاضطرابات الأخرى.
المصدر: إندبندنت