صوت عدن/ متابعات إخبارية: 

نشر موقع عرب جورنال اليوم تقريرا مفصلا بعنوان "هل ينعكس خلاف السعودية والإمارات على خارطة نفوذ أدواتهما في جنوب اليمن؟" ولاهميته نعيد نشره فيما يلي نصه: 

شهدت الأسابيع والأشهر الماضية تطورا عمليا في الخلاف بين السعودية والإمارات تجلى في عدد من الإجراءات التي اتخذتها الرياض وفي مقدمتها دفعها بقوات جديدة تحت مسمى "درع الوطن" إلى المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي في محاولة للحد من نفوذه إذ تعتبر نفوذه في تلك المحافظات مكسبا للإمارات التي حاولت مؤخرا التحرك في مناطق النفوذ السعودية بوادي حضرموت ومحافظة المهرة جنوب شرقي اليمن.
تزامنت هذه الإجراءات مع معارك إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي بين ناشطين وإعلاميين وسياسيين سعوديين من جهة ومحسوبين على المجلس الانتقالي والإمارات من جهة أخرى وهو أمر لم يحدث منذ سنوات رغم وجود الخلاف حول النفوذ في اليمن وحول ملفات أخرى.
لكن هل ستمضي السعودية في إجراءاتها الأخيرة حتى النهاية أم تلك الإجراءات مؤقتة هدفها الضغط والتهديد والانتقام للكبرياء الذي جرحه سلوك المجلس الانتقالي خصوصا فيما يتعلق بالمحافظات الشرقية التي هدد المجلس مرارا باجتياحها بل وحرَّك عناصره داخلها لإقامة فعاليات انفصالية؟.

ـ انحناء إماراتي للعاصفة؟:
لكي لا تمضي السعودية في إجراءاتها الأخيرة حتى النهاية قدمت الإمارات ما يشبه التنازل للرياض عن طريق المجلس الانتقالي الذي عاد رئيسه عيدروس الزبيدي إلى عدن الأسبوع الماضي بشروط الرياض. وشروط الرياض تتعلق ـ من دون شك ـ بوادي حضرموت ومحافظة المهرة. على رغم أن هناك تحليلات تذهب إلى أن عودة الزبيدي كانت قرارا إماراتيا هدفه التصعيد ضد المملكة أو الرد على تصعيدها إلا أن هناك ما يشي برغبة إماراتية في امتصاص جدية إجراءات السعودية في مناطق الانتقالي.
صحيح أن عيدروس الزبيدي تحدث أكثر من مرة عن وادي حضرموت بعد عودته إلى عدن والتقى بشخصيات قبلية واجتماعية من الوادي إلا أن ذلك قد يكون مجرد رسالة لأنصاره هدفها التأكيد على ثبات موقفه من هذه القضية، أما عمليا فلن يكرر محاولاته العسكرية في التمدد شرقا على المدى المنظور، لكن الفكرة قائمة وتنتظر الفرص أو الظروف المناسبة. يشير ما حدث إلى أن الإمارات تفاجأت بالإجراءات السعودية وإلا لما سمحت للانتقالي بالتمادي في موضوع الوادي.
في مقابل ذلك لن يسمح الانتقالي أيضا بتقليص نفوذه داخل المناطق الخاضعة لسيطرته، حتى مع وجود قوات تابعة للسعودية لكنَّ هذه القوات ستبقى أداة ضغط سعودية تضمن للرياض بقاء مناطق نفوذها في الجزء الشرقي من اليمن بمأمن من المجلس.
وبالعودة إلى الحديث عن الإمارات يمكن القول إنها ستعمل على ضبط اندفاع الانتقالي في اليمن خلال المرحلة المقبلة بهدف امتصاص الغضب السعودي وما قد يترتب عليه من إجراءات عملية تؤثر على نفوذ أبوظبي بدرجة رئيسية. كانت الإجراءات السعودية الأخيرة رسالة واضحة إلى الإمارات مضمونها: إن حاولتم مجددا التحرك في مناطق نفوذي ستخسرون مناطق نفوذكم. جاء الرد الإماراتي بالموافقة على إعادة الزبيدي إلى عدن وفق شروط الرياض.
إلى جانب الدفع بقوات جديدة إلى مناطق سيطرة الانتقالي استطاعت السعودية تحريك ورقة العمالقة التي ينتمي جل أفرادها إلى التيار السلفي رغم أنها كانت تعمل ضمن التشكيلات المحسوبة على الإمارات في الساحل الغربي لليمن وغيره. ومع أن لدى السعودية الكثير من الأوراق إلا أن أبوظبي أكثر ذكاء في التعامل مع الرياض ولهذا قررت الانحناء للعاصفة قبل أن يصل التصعيد السعودي ضد الانتقالي إلى مرحلة اللاعودة.

ـ الزبيدي يتملق السعودية:
بينما يكيل أنصار الانتقالي أصنافا من التهم للسعودية على مواقع التواصل جاء حديث رئيسه عيدروس الزبيدي عنها مختلفا كليا بعد عودته إلى مدينة عدن. حتى صفته كنائب لرئيس مجلس القيادة المشكل سعوديا والتي كانت وسائل إعلام الانتقالي قد تخلت عنها خلال الأيام الماضية عادت مجددا. والزبيدي هنا ينفذ أوامر إماراتية حتى حين يلتقي بصغير بن عزيز أو يلتقي به شلال شائع رغم أنه في أدبياتهما شمالي محتل.
وعلى الأرجح ستشهد الأيام المقبلة حديثا مبالغا فيه عن خطر أنصار الله، بغرض تبرير لقاءات من هذا النوع، وصرف النظر عما كان الانتقالي قد رسمه لأنصاره في إطار التحركات لإنجاز مشروع دولة الجنوب.

ـ خلاصة:
من خلال ما تقدم يمكن القول إنه قد لا يتشكل نفوذ الأدوات في قادم الأيام بناء على الخلاف الحالي، والسعودية التي وافقت على عودة الزبيدي لن تحاول تحجيمه أكثر مادام أنه يظهر لها بعض الولاء ولو مجاملة، لكنه لن يتمدد حاليا إلى وادي حضرموت، وسيلعب على الوقت والفرص في ذلك.