صوت عدن / خاص: 

ناقشت صحيفة Pressenza London  البريطانية تداعيات الحرب على اليمن بعد مضي ثمانية أعوام مؤكدة إنه لا يمكن كسب الحرب غير المتكافئة التي استمرت ثماني سنوات والتي شنتها السعودية مع حلفائها ضد اليمن على الرغم من التفوق العسكري الهائل للرياض الناتج عن مبيعات الأسلحة الغربية الضخمة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم إنه لا يمكن أن تنتهي هذه الأزمة الإنسانية الكبرى إلا بحل سياسي.
واوضحت: استؤنفت محادثات القناة الخلفية بين المملكة العربية السعودية وجماعة أنصار الله مؤخرًا بعد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي استمرت لمدة ستة أشهر وانتهت أخيرًا في أوائل أكتوبر 2022. في حين يُفترض أن كلا الجانبين عازمان على التوصل إلى تسوية وسط وقف إطلاق نار غير رسمي.
واضافت أنه ومن الأهمية بمكان فهم الاستراتيجية السعودية في الصراع المستمر منذ ثماني سنوات. حيث إن تدخل الرياض العسكري المتعمق والمعقد بشكل خطير في حرب اليمن في الآونة الأخيرة يستدعي تدقيقًا دقيقًا.
في الواقع سيطر أنصار الله على معظم البلاد بغض النظر عن التفوق العسكري الساحق للسعوديين والمعدات الغربية المتقدمة.
ولفتت الى أنه منذ عام 2015 تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا من تسع دول عربية على أمل أنه إذا استمر المشروع العسكري لفترة كافية يمكن أن يشعر اليمنيون بالتعب والسوء في النهاية بسبب وحشية قوات التحالف بقيادة السعودية.
وأشارت أنه قد ولد الصراع في الواقع واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية فظاعة في العقد الماضي  مما تسبب في انتشار المجاعة والأوبئة مثل الكوليرا ومذابح الأبرياء بلا هوادة.
في حين كان العام الماضي فترة هدوء نسبي وقدمت بعض الراحة لليمنيين ، لا يمكن توقع نفس الشيء لعام 2023 وعدم إحراز تقدم في المحادثات الحيوية قد يؤدي إلى انهيارها إلى أجل غير مسمى.
وكشفت الى أنه منذ بدايتها لم تُظهر الحرب المستعصية في اليمن أي علامات على التباطؤ ويبدو أن التدخل العسكري السعودي المدعوم بشكل واضح من الولايات المتحدة قد وصل الآن إلى نقطة تحول مع وجود احتمالات كبيرة ضد الوضع الراهن للرياض في شبه الجزيرة العربية.
واكدت إن محافظة المهرة الشرقية تعتبر ذات قيمة إستراتيجية عالية للمملكة العربية السعودية لأنها ستوفر وصولًا مباشرًا إلى المحيط الهندي وفي النهاية تمديد خط أنابيب النفط من منطقتها الشرقية إلى بحر العرب. بهذه الطريقة يمكن للمملكة أن تتغلب على إيران وتقلل من اعتمادها على مضيق هرمز الذي لا يزال عرضة للهجمات الإيرانية.
وعلى الرغم من تلقي مساعدة عسكرية قوية في المقام الأول دعم من الضربات الجوية من أكبر حليف لها، الولايات المتحدة فإن العملية السعودية المسماة في البداية عملية عاصفة الحزم لم تكن حاسمة على الإطلاق. بصفتها أكبر مستورد عالمي للأسلحة اشترت المملكة العربية السعودية 23٪ من جميع الأسلحة الأمريكية المباعة بين عامي 2017 و2021.