صور من الفضاء تكشف كيف أدى تغير المناخ على مدى نصف قرن إلى تغيير "وجه الأرض"
صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:
في ديسمبر 1972، التقطت مهمة أبولو الأخيرة لناسا (أبولو 17) صورة "الرخام الأزرق" (Blue Marble) الأيقونية للأرض بأكملها.
بعد خمسين عاما، في 8 ديسمبر 2022، التقطت وكالة ناسا صورة جديدة للأرض من مرصدها للمناخ في الفضاء العميق على بعد 1.5 مليون كيلومتر تقريبا. تكشف الصورة عن تغييرات واضحة على وجه الأرض، بعضها يدل على 50 عاما من تغير المناخ.
وكانت الصور الأولى التي التقطت للأرض من الفضاء أحداثا تاريخية بالغة الأهمية. ففي عام 1966، أرسلت مركبة Lunar Orbiter 1 الروبوتية (أول مركبة فضائية أمريكية تدور حول القمر) بعض الصور المبكرة بما في ذلك صورة بالأبيض والأسود لكوكب الأرض المظلل جزئيا. وفي العام التالي، التقط قمر صناعي يسمى ATS-3 أول صورة ملونة للأرض.
ثم في عام 1968، أصبح طاقم أبولو 8 أول بشر يرون ويصورون الأرض من الفضاء. والتقطوا صورا مختلفة من خلال نوافذ الكبسولة، بما في ذلك الصورة الشهيرة المعروفة باسم "شروق الأرض" (Earthrise).
وأدت هذه الصورة إلى تنشيط الحركة البيئية وساعدت على إطلاق أول يوم للأرض في عام 1970، والذي يقام سنويا في 22 أبريل.
وفي عام 1972، قررت وكالة ناسا التقاط صورة للأرض بأكملها عندما كانت مهمة أبولو 17 تبتعد عن مدار الأرض.
وتم التقاط الصورة التي أضاءتها الشمس من مسافة 33000 كم، وتضمنت أول منظر للقارة القطبية الجنوبية من الفضاء. وتركزت الصورة أيضا على إفريقيا بدلا من أوروبا أو أمريكا كما كان معتادا.
وفي ديسمبر 2022، تمت مقارنة صورة الأرض الجديدة لوكالة ناسا بالصورة الأصلية في مؤتمر "The whole Earth: Blue Marble at 50" بجامعة بورتسموث. وأظهرت هذه المقارنة أنه منذ عام 1972، تغير الكوكب بشكل واضح.
وتقلص حجم الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي بشكل واضح، على الرغم من أن الخسائر الرئيسية في الجرف الجليدي "لارسن" في شبه جزيرة أنتاركتيكا غير مرئية في هذه الصورة بالذات، وكان من الصعب أيضا التمييز بين الغطاء الجليدي الدائم والجليد البحري الموسمي.
وعندما التقطت الصورة الجديدة، كان الجليد البحري ما يزال في حالة انحسار (تراجع تدريجي) عن الشتاء السابق.
وفي حين أنه قد يكون من الصعب التمييز بين الثلج والسحب في صور الأقمار الصناعية، في الصورة الأصلية، يبدو أن بعض الثلوج تظهر في زاجروس (سلسلة جبلية تقع غرب إيران وشرق العراق) وسلاسل الجبال الوسطى في إيران (شمال الخليج العربي). واختفى هذا الثلج تماما في الصورة الجديدة. ومع ذلك، يعد هذا مرة أخرى ضمن نطاق التباين الموسمي، وقد فشلت الأبحاث في تحديد أي اتجاه كبير طويل الأجل في الغطاء الثلجي الموسمي في إيران بين عامي 1987 و2007.
والأكثر إثارة للدهشة هو انخفاض الغطاء النباتي الأخضر الداكن في المناطق الاستوائية الإفريقية، لا سيما في امتدادها الشمالي. وتقلص الظل المظلم لبحيرة تشاد في شمال الصحراء، وبدأ الغطاء النباتي الآن في الظهور على بعد مئات الأميال جنوبا. وهذا يتفق مع أدلة التصحر في منطقة الساحل بشمال إفريقيا.
ووجدت الأبحاث أن كثافة الأشجار في غرب الساحل انخفضت بنسبة 18% بين عامي 1954 و2002. وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أنه بين عامي 1990 و2010، فقدت إفريقيا 3-4 ملايين هكتار من الغابات سنويا، وهي نسبة كبيرة في منطقة الساحل.
وأصبحت المناظر الطبيعية في مدغشقر ذات اللون الأخضر ذات لون بني بشكل أساسي الآن. وتشتهر البلاد منذ فترة طويلة بثرائها البيئي، وقد تم تصنيفها الآن على أنها "نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي"، وهو مصطلح يطلق على منطقة ذات مستويات كبيرة من التنوع البيولوجي مهددة بفقدان الموائل السريع.
والعديد من الأنواع التي توجد حصريا في مدغشقر، بما في ذلك الفئران القافزة العملاقة الملغاشية، معرضة الآن لخطر الانقراض. وانخفض عدد السكان بنسبة 88% بين عامي 2007 و2019.
المصدر: phys.org