على خطى الإنتقالي الجنوبي ..حراك فؤاد راشد يعلن تشكيل جمعية وطنية
صوت عدن / متابعات:
أعلن المجلس الأعلى للحراك الثوري الذي يرأسه الأستاذ فؤاد راشد عن تشكيل جمعية وطنية على غرار المجلس الانتقالي وبعض المكونات الأخرى في الوقت الذي تعلن فيه جماعة "أنصارالله" عن تحقيق مكاسب في أهم المناطق الاستراتيجية.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي أقدم عليها مجلس الحراك تأتي وفق ترتيبات سياسية إقليمية لمشاركة الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن والتي يكاد يكون قد انفرد بها بعد أن تقلص دور حزب الإصلاح الموالي للشرعية بشكل كبير ويكاد يكون قد انتهى دوره فهناك مساعي لايجاد قوة بديلة للإصلاح من أجل إحداث نوع من التوازن السياسي للقوى الإقليمية في اليمن.
ويقول رئيس المكتب السياسي لمؤتمر عدن الجامع إيهاب عبدالقادر: "إن الانقسامات في الجنوب بلغت حدا أكبر من المعقول حيث يفترض أن يتوحد الجنوب ويوحد صفوفه بشكل عام تحت مظلة الانتقالي أو أي جهة جديدة تتشكل على أساس مجلس تنسيق أعلى".
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك": "بكل أسف ما يحدث الآن أن كل مجموعة نصبت نفسها حاكما تأمر وتنهى كما تريد وهناك بعض المكونات مدفوعة الثمن وهذا الأمر يدعونا إلى إعادة حساباتنا والتريث حيث نرى أن المسألة بها تجاذبات خارجية وبعض القوى الإقليمية تحاول إيجاد بديل لحزب التجمع اليمني للإصلاح والذي كان يستحوذ على الجنوب وله كلمة في كل شيء اليوم انحسرت أعماله ووجوده ومؤيديه لذا تسعى الدول التي كانت تدعم الإصلاح أن تجد البديل جنوبيا.
ويشير رئيس المكتب السياسي إلى أن تلك التجاذبات والانقسامات سوف تؤدي إلى عرقلة القضية الجنوبية وحتى المبعوثان الأممي والأوروبي بعد أن جلسا مع بعض المكونات .. نعم كانت مخرجات تلك اللقاءات معقولة لكنهم كانوا واضحين منذ البداية وقالوا: "إن القضية الجنوبية لا مجال لها الآن ولا وجود لها ضمن أجندة التفاوض المتوقعة للتفاوض من أجل وقف الحرب في اليمن هذا يعني أن أي حوار أو تخاطب سوف يكون على مستوى اليمن وليس على مستوى الجنوب فقط".
وتعليقا على الأسباب التي دفعت الحراك الثوري الجنوبي يرى العميد محمد جواس القيادي في المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي أن تشكيل الجمعية الوطنية لمجلس الحراك الثوري الجنوبي ما هو إلا نوع من استكمال الشكل التنظيمي للمجلس من أجل تهيئة المجلس لاستلام أي مهام سياسية قادمة، وقد يكون هناك منصة جنوبية لتمثيل الجنوب في أي مفاوضات قادمة لذا وجب علينا استكمال الشكل التنظيمي من أجل أن يحتل المجلس مكانته في تلك العملية التفاوضية ويخوضها بجاهزية كاملة وهو ما يتطلع إليه المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "المكونات السياسية في الجنوب تقلصت كثيرا ولم يتبق مكونات ذات هياكل تنظيمية إلا بعدد أصابع قليلة جدا ويعمل الحراك الثوري لكي يكون طرفا رئيسا في تمثيل القضية الجنوبية سياسيا وعلى ما يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو عبارة عن ذراع عسكري أما السياسات فنحن من يقررها، لذا يريد الحراك الثوري أن يكون على رأس أي عمل سياسي ويمكن أن يكون الانتقالي الواجهة العسكرية نظرا لاتباطاته بإرهاصات المقاومة أما المجلس الأعلي للحراك فله تراكمات وإرهاصات ونضال الحراك السلمي السياسي منذ عدة سنوات".
وحول ما إذا كان الحراك الثوري ينوي تشكيل قوة حماية له في الجنوب قال جواس: "اتخذ المجلس من النضال السلمي طريقا له ويعتمد على قواعده الشعبية ونخبه السياسية المتواجدة داخل الجيش والأجهزة الأمنية ونؤكد أن المجلس لا يمكن أن يكون له ذراع عسكري لأننا لو فعلنا ذلك فلن يكون هناك فارق بيننا وبين المليشيات أما طريقنا هو الحراك السلمي الأمر الذي يجعلنا سواء قبلونا أم لم يقبلونا في أي منصة جنوبية بأننا الصوت السياسي المقبول لدى العالم والمراقبيين الدوليين.
وأعلن المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي في الأول من الشهر الجاري عن إنشاء جمعيته الوطنية والتي تتكون من 201 عضوا واختيار القيادي الجنوبي علي المصعبي رئيسا لها.
وقال المجلس في بيان إن الجمعية الوطنية تمثل كافة محافظات الجنوب مع منح العاصمة عدن ومحافظة حضرموت نسبة عددية أعلى قياسا بنسب المحافظات الأخرى لاعتبارات سكانية وموضوعية.