الريال اليمني يهوي إلى مستويات قياسية في عدن والمحافظات المحررة
صوت عدن / خاص:
تواصل العملة اليمنية هبوطها التاريخي الحاد والقياسي لتصل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق أمام الدولار والعملات الأجنبية اليوم في مدينة عدن حيث تجاوز الدولار حاجز 1380ريالا ومايزال الإنهيار مستمرا في ظل حكومة تعجز عن وقف ذلك الهبوط.
ويأتي انهيار الريال المتسارع وسط موجة غير مسبوقة من الغلاء والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية في عدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية.
كما جاء الانخفاض على الرغم من الإجراءات والقيود المشددة المفروضة من الحكومة والبنك المركزي اليمني بعدن مؤخرا على قطاع الصرافة لوضع حد لتدهور العملة المحلية.
وقررت الحكومة السبت الماضي إلغاء جميع التعاملات والعقود التجارية الداخلية بالعملة الأجنبية واقتصارها على العملة الوطنية بما في ذلك إيجار العقارات وغيرها غير أن تلك التطلعات لم تجد ما يناسبها على الأرض في ظل الفوضى الشاملة وغياب اي دور للدولة.
وكان مجلس الوزراء برئاسة معين عبدالملك قد أكد في اجتماعه يوم السبت الماضى بعدن أن هناك عدة إجراءات تم الشروع في تنفيذها ستظهر آثارها قريبا لتحقيق استقرار أسعار العملة بما فيها فرض قيود على واردات السلع الكمالية والاستفادة من حقوق السحب الخاصة لليمن من صندوق النقد الدولي إلا أن واقع الحال يقول ذلك لاسيما مع تواصل الإنهيار التاريخي المتسارع للعملة الوطنية وما ترتب عليه من ارتفاع اسعار كافة متطلبات الحياة اليومية الأساسية للناس.
كما أعلن البنك المركزي في أواخر سبتمبر عن إشهار شركة الشبكة الموحدة للأموال والتي تضم نحو 47 مؤسسا من ملاك شركات الصرافة في عدن وباقي المحافظات الخاضعة للحكومة في وقت تشهد فيه أسعار الصرف تراجعا حادا بينما ينتعش نشاط السوق الموازية.
ويقول متعاملون إن سرعة التطورات السياسية والعسكرية في اليمن أدت إلى انخفاض غير مسبوق لسعر صرف الريال بواقع حوالي 130ريالا أمام الدولار خلال أسبوع فقط.
وذكر متعاملون في عدن أن سعر الريال سجل انخفاضا غير مسبوق في سوق الصرف اليوم إلى 1380 ريالا للدولار الامريكي الواحد للشراء مقارنة مع نحو 1210 ريالات للدولار الواحد قبل أسبوع.
بينما لا تزال أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد ثابتة عند 600 ريال للدولار وفقا لمصادر مصرفية.
وحررت الحكومة اليمنية الشرعية سعر صرف الريال عام 2017 وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي يحدده السوق بدلا من تثبيت سعر محدد.
وثمة بنكان مركزيان متنافسان أحدهما خاضع للحكومة اليمنية الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.
ويواجه اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة ضغوطا وصعوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة نتيجة تراجع إيرادات النفط التي تشكل 70 بالمئة من إيرادات البلاد وتوقف جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وعائدات السياحة.