لا يزال في الوقت متسع للمراجعة!
بقلم/ نصر صالح
أوجه الدعوة مخلصا لإخواني في حزب المجلس الانتقالي:
شغلوا عقولكم، وخذوا العبرة من الإخوة الذين كانوا يتعاملون مع الاحتلال الأمريكي وكيف أصبح مصيرهم بعد انسحاب امريكا من بلادهم. لن يكون مصيركم أفضل منهم بعد خروج القوات الخليجية ومن ورائهم الأمريكان بل والصهاينة أيضا. نفس الدعوة أوجهها لإخواني في جماعة هادي.
خطأ التبرير والإعتقاد ان هذه القوات التي تشن علينا حربا غاشمة منذ 26 مارس 2015م، قد جاءوا لإنقاذنا من خطر الحوثيين، بزعم انهم فرس وخارجين عن الدين، وانهم خوارج، وانهم إنقلبوا على الشرعية، و.. و..
أولا، اكرر التأكيد انهم لم يكونوا انقلابيين، فهم لم يكونوا جزءا من السلطة كي يُقال عليهم أنهم انقلبوا عليها. وقد تحدثت طويلا في ذلك. بحسب الواقع فقد سيطروا على السلطة فقط وأن الأمور تدحرجت حتى صارت صنعاء بأيدهم، وأنهم قاموا بذلك كردة فعل على ما جرى لأنصارهم من مجزرة أمام مجلس الوزراء مطلع أغسطس 2014م. علما أن ذلك تم برضى الدولة العميقة اليمنية، بدليل سهولة السيطرة. كذلك الاخ عبد ربه منصور هادي ليس رئيسا شرعيا، وأعيد التذكير بأن فترة رئاسته للفترة الانتقالية كانت انتهت في 20 فبراير 2014م، وذلك بموجب «المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية» التي وقعها الأخ الرئيس علي عبد الله صالح مع الأخ الملك عبد الله آل سعود في 23 نوفمبر 2011م رحمهما الله، وهذه المبادرة التي رفّعت الأخ هادي من نائب للرئيس إلى رئيس للجمهورية اليمنية كانت لفترة انتقالية مدتها عامين. وانه تم التمديد له من قبل احزاب المشترك اليمنية لعام واحد فقط بموافقة مجلس النواب، وحتى هذا العام انتهى في 20 فبراير 2015م، يوم ان عاد هادي عن استقالته بعد هروبه إلى عدن. وأذكركم أن الحوثي تركه لمدة نصف عام في ولايته الممددة بعد أن سيطرت قواته على صنعاء. فلماذا يتم الكذب على الحوثي انه ابعد هادي عن السلطة؟ هادي تخلى بكامل إرادته عن السلطة هو والأخ بحاح في 20 يناير 2015.
إنني لا انكر عليكم الحق في معارضة سياسة الحوثي المبنية على أيديولوجية دينية متطرفة لا تقبلون بها، لكنني لا أوافقكم ولا أرضى لكم ان تقفوا مع دول أجنبية لمحاربته والحقيقة انهم يحاربون بلادكم تحت هذا المبرر، وتحت مبرر كذب استعادة شرعية هادي، فضلا عن أننا لسنا في رفاهية فكرية لنعارض هكذا سياسة والبلاد تهاجمها جيوش 17 دولة أجنبية في حرب غاشمة.
لا بد أنكم تعرفون ان أسباب الحرب على اليمن غير ذلك، لا شك.
ربما تعلمون أن هذه الحرب هي حصتنا من نشر «الفوضى الخلاقة» بحسب «مخطط الشرق الأوسط الجديد/ الكبير» الذي وضع لتدمير جيوش الجمهوريات العربية وتفتيت اراضيها ونشر الفقر فيها والفوضى والتقاتل فيما بين أهلها لصالح أمن وتسيد «إسرائيل» على دول المنطقة. قد لا يوافق البعض منكم على أنها كذلك، لكن ليتأمل العاقل فيكم ما يجري لنا ولبلادنا، وكيف يتم استدعاء قوات «إسرائيلية» وقوات «بريطانية» للتمركز على أراضي بلادنا.
أو، هل أنكم تنتقمون من الحوثي بسبب زلته في فبراير 2015 والمتمثلة بغزوتي تعز وعدن؟
لكن، لماذا لا تغفروا له زلته تلك، فما صار لنا من بعضنا ضد بعضنا (كجنوبيين) يفوق ما كان ارتركبه الحوثي بعدة مرات. تذكروا ماذا فعلنا بانفسنا، أنا لا أتحدث عن احدث 13 يناير 1986م المشئومة في ذاك الزمان، وإنما أتحدث عن أحداث هذا الزمان، عن إقتتال 8 أغسطس 2019 والإقتتال المتواصل حتى هذا اليوم فيما بيننا. خذوا العبرة في المقارنة التالية: لقد خسرنا في غزوة الحوثي/ صالح 20 شخصا، لكننا خسرنا بعد ذلك منذ 14 يوليو 2015 أكثر من 20 ألف في حروب واقتتالات مؤلمة مؤسفة، ونمارسها بعبث جرمي.
أعملوا العقل، وفكروا صح، ولا يزال في الوقت متسع لإعادة تقويم موقفنا وأدائنا، ولا يزال لدينا من الوقت ما يكفي لوقف الإستمرار في أخطائنا القاتلة، وما يزال بإمكاننا تصحيح المسار.
سيقول البعض، ولكننا نريد فك الارتباط لتحقيق العدالة في الحقوق المواطنية، وهذه فرصتنا. أجيب الطريق الذي تسلكونه لا يقودكم إلى ذلك.. والخليجيون والأمريكان وإسرائيل ليس في تفكيرهم ذلك، ربما أن قيام 22 سلطنة ومشيخة جنوبية متناحرة أقرب إلى التحقيق من استعادة جمهورية اليمن الديقراطية الشعبية.
ألم تسمعوا بمطلب بعض نشطاء أبناء الصبيحة لدولة الصبيحة، وقبلهم نفس المطلب من قبل بعض نشطاء أبناء عدن؟!!.
سيدفعون بنا، رغما عنا، نحو هكذا طريق، بتصنيع الأجواء والظروف لذلك، إمّا عن طريقهم مباشرة، أو عبر أدواتهم المحليين.