وسط عجز حكومي .. الريال اليمني يهوي إلى مستويات قياسية في المحافظات المحررة
صوت عدن / خاص:
واصلت العملة اليمنية "الريال اليمني" هبوطها لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق وبانهيار تاريخي غير مسبوق وذلك أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف اليوم الاحد ليلامس الدولار الواحد حاجز 1062ريالا يمنيا في عدن والمحافظات المحررة.
ويأتي انهيار الريال المتسارع عقب ساعات من قرار جمعية الصرافين في عدن إنهاء الإضراب الشامل بعد ثلاثة أيام من إغلاق كافة شركات ومحلات الصرافة أبوابها أمام عملائها احتجاجا على تدهور العملة والوضع الاقتصادي المتردي بشكل عام.
كما جاء الانخفاض على الرغم من الإجراءات والقيود المشددة المفروضة من قبل البنك المركزي اليمني بعدن على قطاع الصرافة بالعملات الأجنبية لوضع حد لتدهور حاد مستمر في العملة المحلية المتداعية والمنهارة لكن تلك الجهود والإجراءات لم تؤت ثمارها بشكل إيجابي على تحسن قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وفق خبراء اقتصاد.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن قد أقر لأربعاء الماضي لائحة جديدة خاصة بتنظيم أعمال شركات ومحلات الصرافة في محافظات البلاد في وقت تشهد فيه أسعار الصرف تراجعات حادة وانتعاش نشاط السوق الموازية.
وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن الأربعاء الماضي إن الريال اليمني في مناطق الحكومة اليمنية الشرعية فقد ما يزيد عن 36 بالمئة من قيمته خلال عام مما تسبب في ارتفاع حاد لاسعار كافة السلع الغذائية والاستهلاكية المرتبطة بحياة الناس اليومية في عدن والمحافظات المحررة وتمثل ظاهرة خطيرة غير مسبوقة لم تشهد مثيلا لها في أي مرحلة سابقة.
وحذر خبراء من أن استمرار انهيار سعر العملة المحلية أمام الدولار سينتج عنه كارثة اقتصادية تلقي بظلالها على الحركة التجارية في البلاد مما يمثل عبئا كبيرا على المواطنين الذين بات معظمهم غير قادرين على شراء بعض السلع الأساسية لتزيد الأوضاع المعيشية للمواطنين صعوبة وسؤا.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن إن سعر الريال اليمني مايزال يواصل بشكل متسارع انهياره المخيف ليسجل لأول مرة في تاريخه هبوطا غير مسبوق في تداولات سوق الصرف اليوم بوصوله إلى 1052 ريالا للدولار للشراء و1062 ريالا للبيع بعدما كان قبل أيام قليلة عند 985 ريالا للدولار، وهو السعر الرسمي المحدد من البنك المركزي اليمني وجمعية صرافي عدن.
وهذا أسوأ انهيار لقيمة الريال اليمني في تاريخه ومنذ إندلاع الحرب في البلاد قبل أكثر من ست سنوات.
لكن أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي لا تزال ثابتة ومستقرة عند حاجز 600 ريال للدولار وفقا لمصادر مصرفية.
وقال مراقبون إن بعض شركات ومحلات الصرافة في عدن تقوم بشراء الدولار بالسعر الرسمي المحدد من البنك المركزي لكنها تمتنع عن بيع العملات الأجنبية بنفس السعر، خاصة الدولار والريال السعودي، فيما تواصل شركات أخرى شراء العملات الأجنبية من عملائها بسعر السوق السوداء المرتفع عن السعر الرسمي.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية قد حررت سعر صرف الريال عام 2017 وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي يحدده السوق بدلا من تثبيت سعر محدد.
--------