متاهات الانتقام
بقلم/ ضياء سروري
من اراد ان يحقق مكاسب حقيقية على الارض عليه ان يفكر بالابتعاد عن المماحكات والمناطقية والقرارات العشوائية التي يتبعها ساسة الجنوب .. صحيح أن انقلاب الحوثي على الدولة في الشمال كان في بداية الأمر غير مدروس ودخولهم عدن كانت خطيئة لا تغتفر إلا أن رغبة وضغط الرئيس السابق كانت المسيطرة فهو القادر على لملمة المفاتيح واختيار افضلها بحسب تقديرهم للموقف آنذاك..
إلا أنه بعد توافق السعودية وصالح في آخر ايامه غير الخريطة السياسية بالنسبة لهم ومن وقتها اصبحت خطواتهم مدروسة جدا ومنهجهم السياسي في ارتقاء مستمر وآخر قرار اصدروه امس يؤكد بانهم قادرون على توفير الدخل من أضيق الأبواب ، حتى وان فسره البعض منا بطريقة غير صحيحة ، غباء منقطع النظير وهذا ليس بجديد علينا ..
والعكس صحيح في الجنوب فهناك سيئات افقدت الكثير منهم سيطرته على قراراته الخاصة بعيدا عن الدولة وسياستها ..
كنا الأقرب للنجاح والسيطرة الحقيقة على الأرض والتحكم في كل صغيرة وكبيرة بغية الوصول للصالح العام لكن للاسف اسقطنا حقوقنا بالعمد ومع سبق الإصرار والترصد ، فقدنا ابسط حقوقنا الآدمية ..
سياسيا كنا نرفض تقسيم الجنوب لاقليمين وارتضينا ان يتحول اليوم لشعب وقبائل تتناحر من اجل البقاء والنهب والحكم والولاء لمن يدفع أكثر إضافة لاننا اعطينا الفرصة لغيرنا بان يكون الدخول والخروج من أرض الجنوب فكرة مربحة اقتصاديا تحولت في غضون ساعات لفعل يجلب الخير الوفير لهم ..
بعد مدة ستنتهي الحرب ومشاكلها قريبا في الشمال ، وسيظل الجنوب على سابق عهده .. ستجف الأحلام والدموع ولن يبقى لنا إلا الحرمان ومتاهة الانتقام من ماضي لم نحسن ادارته .
ويا اسفاه