صوت عدن / خاص :

                بسم الله الرحمن الرحيم   

يعيش مجلس عدن السياسي مشهد واقع عدن بكل تفاصيله ككل ساكني عدن , من ابنائها والنازحين اليها , وعشاقها ومحبيها , كانوا في الداخل أو الخارج .

ويستنكر كل سيناريوهات التشويش والتزوير لواقع عدن , لإبقائها منصة حرب وصراع سلبي , وتوجيه بوصلة الاتهام لطرف دون تحمل الآخر أي مسئولية , بعيدا كل البعد عن منطق الاحداث , ونقد علمي مدروس , وتقييم صادق وشفاف .

واقع عدن البائس هو فشل المنظومة الإدارية والسياسية , في إدارة أمور الحياة  بما يخدم المواطن وعدن والوطن , وتبرير هذا الفشل في الترويج لأوهام , أوهام العقلية المهزومة التي تعيشها تلك المنظومة , فلا غرابة اليوم ان نشهد بعض سيناريوهات الماضي , ونرى السياسي الذي يجمع حوله مناصرين ومؤيدين , بلقاءات مدفوعة الثمن , وبرومجندة إعلامية, بإخراج مبرمج للدعاية والترويج , بعيدا عن الندية , وفرض حلول بمصداقية .

توزيع الهدايا والأموال , سيناريو عفى عنه الزمن , ويلعنه التاريخ , شراء ذمم , واهانة الناس , عندما يتم تجويعهم على أرض الواقع , ثم ترمى لهم صدقات , ( مشو حالكم , بس اقنعوا الناس بأننا لسنا المتسببين ) , أسلوب نرفضه ونمقتة , لن نقبله على أنفسنا وعدن  والثقافة المدنية .

كما نرفض نسج  حكايات شيطنة الاخرين , واتهامهم جزافا , وشماعة ترمى عليها كل الأخطاء والفشل , ثم الترويج لخزعبلات المس والشيطنة , ومجموعة من المنهكين والتائهين في صراع سلبي عقيم , يصدقون الحكاية .

كان اللقاء  لغرض في نفس يعقوب , اختصر معاناة عدن على النازحين , دون ذكر الباسطين والناهبين والعابثين , والقتلة والمجرمين والارهابين , باسمهم وصفتهم , وتعرفهم عدن , واحداث مشهودة ومدونة في عدن , واستدلالاتها في ملفات حاولوا اغلاقها و إحراقها ولا زالوا , و ما زالت في أذهان الناس , والمنظمات المحلية والدولية والافراد المعنيين بالتوثيق , لم نراهم  في مثل تلك اللقاءات المفبركة .

كنا نتوقع ان يبرز صادق امين , يطرح بالملموس والوثائق ما يحدث لعدن , ويتطرق دون خوف للأسماء , التي يتداولها الناس  من عصابات نهب الاراضي والمتنفسات وتدمير المعالم التاريخية والارث الثقافي والفكري والنضالي , يتحدث لما حدث لاتحاد العام للنقابات عمال الجمهورية , واقتحامه الغير مسبوق عسكريا , وتتويج انصار, وحكاية صحفية 14 أكتوبر الغراء , والفساد الذي نهشها ليدمرها خلال عام فقط , وسيدمر وكالة سباء للأنباء , لم يتطرق اللقاء لجزيرة العمال , وجزيرة ميون , وما يحدث في جزيرة سقطرى , كان يكفي ان يتطرق شجاع لحكاية مسجد جوهر التاريخي , الذي زور( اليهري )أوراق ملكيته , ويستعرض قتل الشاب ( الجنيد ) امام مركز الكريمي في الشيخ عثمان , لمجرد اعتراضه على سلوك غير حضاري لجنود , وموظف المطار الذي أراد إرساء النظام والقانون , وتعرض لهجمة وحش من وحوش العنف , و موظف المجمع الصحي بالقلوعة الذي تعرض للضرب وهو يؤدي وظيفته الإنسانية , وكثيرا هي عريضة الجرائم والانتهاكات والسلوكيات المعيبة للمحسوبين  , وحكاية الزوج الذي يشكوا خطف زوجته بسبب خلاف على أرضية , هذا الواقع بكل تفاصيله ومشاهده , لم يسأل احد المعنيين بأمن عدن و واقعها , اين انتم من كل ذلك ؟! , بل صوروه بغير الحقيقة , وحملوه  لكاهل نازحين , نازحين هربوا من جور ومصائب الحرب والجوع ,و اعتقدوا ان عدن ملجئ امن وحضن دافئ كما كانت في زمنها , وكرم وشيم أبنائها , هم اليوم الحلقة الأضعف , الذي يعلق عليها المغرضون كل قذاراتهم و أوساخهم  .

المهم كان الظرف يحوي ألف ريال سعودي , معبرا العلاقة بين الحاكم والمحكوم ,  ليتأسف الناس على قامات وشخصيات عدن , المدينة المسكينة التي يعتقدها الواهمون سلعة للبيع , او قطعة ارض سكني تجاري  , وإن اختلفت النوايا , والفروق الفردية , فقد وقع الجميع في الفخ , وكنا نحتاج حينها لرجل شجاع , يصرخ عاليا , هذه عدن اغلى واثمن ما نملك , ولن نقبل مقابل السكوت عن معاناتها مال قارون , قلنا ما قلناه , قصرنا في قول الحقيقة , لكن لن نبيع تلك الحقيقة .

الله معك يا عدن , شرفك محفوظ بيد ابنائك الاحرار , سيقولون كلمتهم , حتى وان بنوا حولك أسوار من الثكنات العسكرية , و مزقوا اوصالك  لمربعات مليشيات وعصابات , وتتفحص  الوجوه واللهجات , و البطائق الشخصية , ونثروا كم هائل من الكراهية , ومارسوا العنصرية , ستظلين عدن التي تشع نور وحب وكرم بشيم أبنائها ,  وثقافتهم المدنية , أم المساكين وملجأ المحتاجين , تكرمي  الكريم , وتذلي اللئيم , كالبحر ترفضي العفن .

كنا نتمنى ان يكون اللقاء ندي , بكل مكونات عدن الاجتماعية والمدنية والثقافية والسياسية , وأن يأتي اليهم السياسي , ولا ان يذهبوا لمضجعه , يكون ضيفهم , لا هم ضيوفه , يحتمي بهم , لا يرعبهم بحمايته , لا يتعرضوا للتفتيش والفحص والدحس , واحيانا الإهانة والاذلال , الذي لا يقبلها الاحرار , ولا تقبلها عدن .

صادر عن اللجنة الإعلامية

مجلس عدن السياسي الموحد