صوت عدن / تقرير خاص : 

مع حلول شهر رمضان المبارك تتهافت منظمات خيرية عدة وتتسابق بتقديم مساعدات غذائية محدودة للفقراء في العاصمة المؤقتة عدن وفي غيرها من المحافظات وذلك كتقليد سنوي لرفع المعاناة المعيشية عن فقراء تتسع دائرتهم وتزداد أعدادهم بشكل غير مسبوق في ظل الأزمات الشاملة التي تعاني منها البلاد نتيجة الحرب العبثية المدمرة المستمرة منذ سبع سنوات.

وعلى الرغم من أهمية تلك المساعدات الموسمية التي تأتي مع حلول شهر رمضان المبارك في ظل الغلاء والوباء وظروف الحاجة القاسية المريرة إلا أن البعض يبتغي من خلال تلك المساعدات الحرص على تصوير الحالات الإنسانية التي تقدم لها وفيها مساس غير بالمشاعر الإنسانية لناس وضعتهم الظروف المريرة أمام عدسات المصورين لتكشف حالهم المستور .

ويقول مواطنون أن تصوير المساعدات الإغاثية الإنسانية وسيلة تلجأ إليها المنظمات الخيرية بغرض التوثيق والشفافية وكسب ثقة المتبرعين والداعمين .. مشيرين بان تلك الوسيلة  يجب أن لا تؤدي إلى المساس بالمقصد الأساسي من العمل الخيري وهو الحفاظ على كرامة المحتاجين.

وأشاروا بأن ظهور الأطفال والنساء وكبار السن وهم في حالات يرثى لها تعبر تعميق من حال الانكسار والذل والمهانة وتعكس فعلا مشينا  وانتهاكا لكرامة الانسان وتشكل ضربا من ضروب المن والأذى المنهي عنه شرعا، ولا يمكن تبريره بدعاوى التوثيق وكسب ثقة المتبرعين والداعمين ولا تصون كرامة الإنسان ولاسيما وان هناك عائلات عفيفة وضعتها الظروف المعيشية الصعبة أمام خيار التصوير المهين. 

ودعوا العاملين في الحقل الخيري إلى الحفاظ على كرامة المستفيدين من المساعدات كما يحافظوا على ثقة المتبرعين والداعمين  فالأمران مطلوبان والتوازن بينهما عين العقل والحكمة .. منوهين أنه من الأولى الحفاظ على كرامة المستفيد فهو مقصد كلي بينما التوثيق بالتصوير وسيلة، ومراعاة المقاصد أولى من الحفاظ على الوسائل.

واعربوا عن الأسف الشديد بأن تتسابق المنظمات الخيرية على تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة في شهر رمضان المبارك بينما تغيب بقية الاشهر ولم تتلمس حاجة الفقراء والمحتاجين الذين يتضورون جوعا بقية اشهر العام ولم يلتفت أحد الى معاناتهم المعيشية والإنسانية القاسية وكأن ذلك الحال البائس لا يعنيها الا في الشهر الفضيل ليقال عنها بوسائل الإعلام أنها قدمت العون والمساعدة والدعم ونامت بقية الاشهر ووضعت يدها مغلولة ومقيدة وتخلت عن مسؤوليتها وواجباتها في حماية الفقراء من سوء أوضاعهم المعيشية والإنسانية القاسية.