صوت عدن / خاص : 

رأى ‏‏‏‏رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الصحفي فتحي بن لزرق، أن الحل للصراع الدائم في المناطق الجنوبية لليمن والأزمات والاحتجاجات المتكررة لا يمكن أن يكون إلا بوجود دولة تبسط سيطرتها على كافة المؤسسات، وأن يكون لها حضور حقيقي على الأرض، أو أن يترك الأمر للمجلس الانتقالي الجنوبي لأن يقيم دولته.

وقال بن لزرق، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" تعليقا على اقتحام متظاهرين مقر الحكومة اليمنية في قصر المعاشيق بعدن: "الأحداث الأخيرة في عدن هي انعكاس لحالة الانقسام التي أفضى إليها الصراع الممتد في عدن منذ ست سنوات، لم ينجح اتفاق الرياض في إيجاد بيئة صالحة لعمل الحكومة أو أرضية قوية".

وأشار في حديثه إلى أن الأطراف الفاعلة في اتفاق الرياض سعت إلى إيجاد اتفاق وتنفيذه وأنه بسبب رفض الأطراف المعنية في الاتفاق تطبيق ما عليها من التزامات ضمن إطار الاتفاق كانت النتيجة عبارة عن اتفاق شكلي إلى حد كبير.

وأردف بن لزرق قائلا: "طبق الاتفاق شكلياً، حالة الانقسام ظلت مستمرة، والحكومة التي وصلت إلى عدن لم تكن قادرة على تحريك أي ملف أو تحييد أي صراع أو أنجاز أي مهمة، والسبب أن قدراتها أو إمكانياتها أضعف من ما كان مفترض أن تكون عليه ، لم تتلق أي دعم حقيقي من التحالف، وأيضا لم تستطيع بسط سيطرتها وتوحيد الأجهزة الأمنية".

كما نوه الصحفي بن لزرق إلى أن الحل يكمن في تمكين الدولة في بسط نفوذها الحقيقي أو إخلاء الساحة للمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ مشروعه على الأرض، قائلا في هذا السياق إن "حالة العشوائية في تنفيذ أتفاق الرياض أوصلتنا إلى الوضع الذي نحن عليه اليوم، بالتالي لا مخرج إلا أن يكون هناك حضور حقيقي للدولة تمارس فيه سلطاتها أو أن يترك الأمر للانتقالي أن يقيم دولته أو تنفيذ مشروعه على أمر الواقع وبما يخرج الناس إلى حل لكن الوضع الحالي هو وضع منقسم ولا يمكن لأي طرف أن يحقق أي نتيجة إيجابية فيه".

وأكد بن لزرق في حديثه عن الاحتجاجات في الجنوب الناتجة عن تردي الأوضاع المعيشية بقوله إن " الاحتجاجات الحالية مشروعة لا خلاف عليها"، غير أنه في نفس الوقت أكد أنه " لا يمكن إغفال أن هناك أجندة سياسية وتحركات مرتبطة بمعركة مأرب".

واختتم الصحفي اليمني في تحليله للوضع وربطه للأحداث في اليمن بالقول إن "صمود مأرب وتحرك الجيش في تعز وحجة مرتبط ارتباط سياسي صرف بالأحداث الجارية في عدن. هناك محاولات لإرباك المشهد بافتعال أزمات سياسية وتحركات في عدن وهذا أمر لا يمكن إنكاره".