كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي
ما هو الاعتداء الجنسي “التحرش”؟
هو محاولة شخص بالغ يكبر الطفل المستهدف بـ 5 سنوات على الأقل كشف أعضاء الطفل الخاصة أو ملامستها أو حادثة على ممارسة التصرفات الجنسية “حتى وإن لم يفهمها” أو التلفظ بألفاظ فاضحة ومخلة أو ممارسات الاغتصاب الكامل للطفل.
من هم الفئة الأكثر عرضة للتحرش؟
إن هذا الفعل المشين الصادر عن شخص عديم الأخلاق قد يتعرض له الأطفال ضمن فئة عمرية قد تبدأ منذ عمر أشهر، وتنتهي حتى سن الثامنة عشرة، لكن الفئة الأكثر عرضه للتحرش والاعتداء هم الأطفال من سن سنتين الى سن خمس سنوات، وذلك لأنهم لا يزالون غير مدركين لمعنى الاستغلال أو لمفهوم الاعتداء الجنسي.
مؤشرات دالة على أن الطفل ربما تعرض الى التحرش أو الاعتداء الجنسي:-
تقلبات غير مبررة بالمزاج.
انطواؤه وانسحابه بعد أن كان الطفل فعالا ونشيطا.
إذا كان الطفل في الروضة أو المدرسة يبدأ بالتأخر الدراسي بشكل ملحوظ.
أحلام مزعجة، واضطرابات في النوم والأكل.
خوفه من التواجد مع أشخاص بالغين ورفضه لهم.
ربما تظهر عليه بعض الممارسات الشاذة.
يتجنب مخالطة الكبار بشكل خاص والصغار بشكل عام.
للأسف إن الدراسات تشير الى أن ما نسبته 75 بالمائة من حالات التحرش بالأطفال تحدث من قبل المقربين سواء كانوا من داخل العائلة أو الجيران والمعارف، أو حتى السائق والمربية أو الخادمة.
يتسبب التحرش الجنسي بالأطفال بالأضرار التالية:-
الجسدية:- آلام وأوجاع في منطقة الحوض والمناطق التناسلية، وربما التهابات متكررة تظهر هذا الألم بشكل جلي عند الجلوس أو تغيير الوضعية.
السلوكية:- انسحاب اجتماعي وفقدان الثقة بالنفس وكراهيتها، بالتالي اللجوء إلى إيذاء الذات، بالإضافة الى القلق والخوف الدائمين والتصرف بعدائية، وربما التسرب من المدرسة.
النفسية:- الحزن الشديد والشعور المستمر بالذنب وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين.
كيف يقوم المعتدي بنصب الفخ ثم الاعتداء على ضحيته؟
عندما يكون المعتدي شخصا مقربا من العائلة، فإن المهمة تصبح أسهل بالنسبة له، فهو لا يحتاج إلى جعل الطفل يثق به، ولن يبذل جهدا أيضا في جعل الأهل يرتاحون له ويسمحون لطفلهم بقضاء وقت معه، وهنا أوجه كلمة للآباء والأمهات وكل من هو مسؤول عن طفل، ابقوا أعينكم مفتوحة، لأن الغفلة في مثل هذه الأمور ثمنها غال جدا.
يبدأ المتحرش في قضاء بعض الوقت مع الطفل يقوم بملاعبته وربما شراء الحلوى والهدايا له، ثم يقوم بلمس الطفل في أماكن خاصة أو ربما كشف تلك الأماكن، وربما ينتهي الأمر بالنهاية الى اغتصاب الطفل.
في بعض الأحيان حين لا يستجيب الطفل للمداعبة والهدايا ربما يسلك المتحرش سلوكا مغايرا، الهدف منه أيضا هو التحرش، وهو بأن يقوم بكسر نفس الطفل وتأنيبه أمام الآخرين إلى أن يجعله يقتنع بأنه شخص سيئ فيصبح تابعاً له ينفذ جميع أوامره.
عند اكتشاف الأمر من قبل الآباء لا بد من القيام بالتالي:-
احتواء الطفل وإخباره بأن ما حدث ليس ذنبه، وأن الجاني شخص سيئ وسينال عقابه.
تقديم شكوى بحق الجاني واطلاع الطفل على تفاصيلها وإخباره بأن المجرم تمت محاكمته ومحاسبته.
السماح للطفل بالتعبير عما جرى له بكل أريحية دون مقاطعته، ومحاولة ضبط الأهالي أعصابهم وإخباره بأنهم يصدقونه ويقفون الى جانبه.
اذا كان الطفل دون سن الخامسة أنصح بإحضار دمية، والتمثيل بأنها تتحدث، وأنها تقص نفس القصة التي تعرض لها الطفل وتنهي الحديث بأن أبويها بجانبها، لأنها أخبرتهم بما حدث، وأن ما حدث ليس ذنبها وأن المجرم سينال عقابه.
عرض الطفل على معالج “نفسي سلوكي” في حال بقي مضطربا أو ظهرت عليه أعراض مثل: التبول اللاإرادي، قضم الاظافر، القلق المستمر، التأخر الدراسي، العزلة، تغيرات بالشهية والمزاج.
لا بد من اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحق الجاني حتى وإن كان من الأقارب، وذلك للمحافظة على صحة الطفل النفسية، وإن كان هذا الشخص من المقربين فمنعه من الاقتراب من الطفل مستقبلا مهما كان الأمر، ولا بد أن نعلم بأن الشكوى بالاضافة، لكونها تحقق العدالة ومعاقبة الجاني، فهي أيضا تمنعه من ممارسة فعلته مع طفل آخر.
كيف نقي أطفالنا من التحرش؟
تعليم الطفل مبدأ “جسدك هو ملكك” فلا يحق لأحد لمسك في أماكن خاصة وكشفها.
مراقبة الطفل دائما وأبدا وعدم غيابه عن الأعين أو السماح له بالمبيت عند أحد لوحده.
بناء علاقة مع الطفل يسودها الود والثقة والصدق، حتى لا يخفى شيء يحدث معه عن والديه مهما كان بسيطا.
تدريب الطفل على الركض بعيدا عن أي شخص يحاول لمسه بطريقة سيئة وإزعاجه، بالإضافة الى الصراخ بصوت عال جدا.
لقد وضع القانون عقوبات لمن يثبت أنه متحرش جنسيا سواء كانت العقوبة بالحبس أو دفع غرامة مالية “نتمنى أن تصل الى حد أقصى من ذلك بكثير”، لكن للأسف ليس جميع المتحرشين يصلون الى مرحلة المحاكمة، لأن ثقافة العيب لا تزال تحكم مجتمعاتنا، وتجعلنا نخشى الأقاويل والكلام حول تعرض أطفال لهذا الاعتداء، فيذهب بعض الأهل إلى السكوت وعدم اللجوء إلى القضاء، وفي ذلك ظلم عظيم للطفل المعتدى عليه، نتمنى أن يتحلى الأهل بالقوة ويتخذون إجراءات صارمة تؤدي إلى ردع ذلك المعتدي الأثيم، ونتمنى لو أن ذلك المتحرش ينال جزاء وعقاباً يستحقه. حفظ الله أطفالنا من كل سوء وجعلهم لنا قره أعين.